|
قسم النصوص من الشعر الإسلامي
|
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
30-09-2016, 03:18 AM | #1 | ||
مشـرف سـابق
تاريخ التسجيل: 5 - 9 - 2016
الدولة: اليمن مأرب
المشاركات: 3,502
معدل تقييم المستوى: 48 |
علي بن الجهم وقصيدته أنت كالكلب في حفاظـك للـود و كالتيس في قراع الخطوب
انت كالكلب في حفظك للود و كالتيس في قراع الخطوبِ انت كالدلو، لا عدمناك دلواً من كبار الدلا، كبيرَ الذنوبِ و يدهش الحاضرون في مجلس الخليفة من هذا الشاعر الذي يمدح الخليفة بأنه كالكلب في حفظه الود و كالتيس في مواجهة المصاعب و الأخطار، و كالدلو الذي يحمل الماء و يجلبها ــ كثير الذنوب ــ اي غزيرة من قاع البئر. لكن الخليفة المتوكل لا يغضب، ولا تصيبه الدهشة، و إنما يدرك بفطرة و بلاغة الشاعر و نبل مقصده و خشونة لفظه و تعبيره، و انه لملازمته البادية فقد اتى بهذه التشبيهات و الصور و التراكيب .. ثم هو يأمر الشاعر بدار جميلةٍ على شاطئ دجلة، لها بستان بديع، يتخلله نسيم لطيف يغذي الروح ... بحيث يخرج الشاعر الى محلات بغداد يُـطالع الناس و مظاهر مدينتهم و حضارتهم و ترفهم، و يُـقيم الشاعر "علي ابن الجهم" مدة من الزمن على هذه الحال، و العلماء يتعهدون مجالسته و محاضراته ثم يستدعيه الخليفة و ينشده الشاعر قصيدة جديدة ... فتكون المفاجأة ... قصيدة من ارق الشعر و اعذبه... يقول مطلعها: عيون المها بين الرصافة و الجسر جلبن الهوى من حيث ادري ولا ادري ويصيح المتوكل: انظروا كيف تغيرت به الحال، والله خشيت عليه ان يذوب رقة و لطافة. ذلك الشاعر البدوي النشأة، البغدادي الإقامة: علي ابن الجهم الذي عاش منتصف القرن الثالث الهجري و ذاعت شهرته بفضل قصيدته "عيون المها" التي يقول فيها: عيونُ المَها بَينَ الرُصافَةِ وَالجِسرِ= جَلَبنَ الهَوى مِن حَيثُ أَدري وَلا أَدري أَعَدنَ لِيَ الشَوقَ القَديمَ وَلَم أَكُن= سَلَوتُ وَلكِن زِدنَ جَمراً عَلى جَمرِ سَلِمنَ وَأَسلَمنَ القُلوبَ كَأَنَّما =تُشَكُّ بِأَطرافِ المُثَقَّفَةِ السُمرِ وَقُلنَ لَنا نَحنُ الأَهِلَّةُ إِنَّما= تُضيءُ لِمَن يَسري بِلَيلٍ وَلا تَقري فَلا بَذلَ إِلّا ما تَزَوَّدَ ناظِرٌ= وَلا وَصلَ إِلّا بِالخَيالِ الَّذي يَسري أحينَ أزحنَ القَلبَ عَن مُستَقَرِّهِ= وَأَلهَبنَ ما بَينَ الجَوانِحِ وَالصَدرِ صددنَ صدودَ الشاربِ الخمر =عندما روى نفسَهُ عن شربها خيفةَ السكرِ ألا قَبلَ أَن يَبدو المَشيبُ بَدَأنَني= بِيَأسٍ مُبينٍ أَو جَنَحنَ إِلى الغَدرِ فَإِن حُلنَ أَو أَنكَرنَ عَهداً عَهِدنَهُ= فَغَيرُ بَديعٍ لِلغَواني وَلا نُكرِ وَلكِنَّهُ أَودى الشَبابُ وَإِنَّما= تُصادُ المَها بَينَ الشَبيبَةِ وَالوَفرِ كَفى بِالهَوى شُغلاً وَبِالشَيبِ =زاجِراً لَوَ اَنَّ الهَوى مِمّا يُنَهنَهُ بِالزَجرِ أَما وَمَشيبٍ راعَهُنَّ لَرُبَّما =غَمَزنَ بَناناً بَينَ سَحرٍ إِلى نَحرِ وَبِتنا عَلى رَغمِ الوُشاةِ كَأَنَّنا =خَليطانِ مِن ماءِ الغَمامَةِ وَالخَمرِ خَليلَيَّ ما أَحلى الهَوى وَأَمَرَّهُ= وَأَعلَمَني بِالحُلوِ مِنهُ وَبِالمُرِّ بِما بَينَنا مِن حُرمَةٍ هَل رَأَيتُما= أَرَقَّ مِنَ الشَكوى وَأَقسى مِنَ الهَجرِ وَأَفضَحَ مِن عَينِ المُحِبِّ لِسِرِّهِ= وَلا سِيَّما إِن أَطلَقَت عَبرَةً تَجري وَما أَنسَ مِ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها= لِجارَتِها ما أَولَعَ الحُبَّ بِالحُرِّ فَقالَت لَها الأُخرى فَما لِصَديقِنا= مُعَنّىً وَهَل في قَتلِهِ لَكِ مِن عُذرِ عِديهِ لَعَلَّ الوَصلَ يُحييهِ وَاِعلَمي= بِأَنَّ أَسيرَ الحُبِّ في أَعظَمِ الأَمرِ فَقالَت أَداري الناسَ عَنهُ وَقَلَّما= يَطيبُ الهَوى إِلّا لِمُنهَتِكِ السِترِ وَأَيقَنَتا أَن قَد سَمِعتُ فَقالَتا =مَنِ الطارِقُ المُصغي إِلَينا وَما نَدري فَقُلتُ فَتىً إِن شِئتُما كَتَمَ الهَوى= وَإِلّا فَخَلّاعُ الأَعنَّةِ وَالعُذرِ عَلى أَنَّهُ يَشكو ظَلوماً وَبُخلَها= عَلَيهِ بِتَسليمِ البَشاشَةِ وَالبِشرِ فَقالَت هُجينا قُلتُ قَد كانَ بَعضُ = ماذَكَرتِ لَعَلَّ الشَرَّ يُدفَعُ بِالشَرِّ فَقالَت كَأَنّي بِالقَوافي سَوائِر=اً يَرِدنَ بِنا مِصراً وَيَصدُرنَ عَن مِصرِ فَقُلتُ أَسَأتِ الظَنَّ بي لَستُ شاعِراً=وَإِن كانَ أَحياناً يَجيشُ بِهِ صَدري صِلي وَاِسأَلي مَن شِئتِ يُخبِركِ أَنَّني= عَلى كُلِّ حالٍ نِعمَ مُستَودَعُ السِرِّ وَما أَنا مِمَّن سارَ بِالشِعرِ ذِكرُهُ= وَلكِنَّ أَشعاري يُسَيِّرُها ذِكري وَما الشِعرُ مِمّا أَستَظِلُّ بِظِلِّهِ =وَلا زادَني قَدراً وَلا حَطَّ مِن قَدري وَلِلشِّعرِ أَتباعٌ كَثيرٌ وَلَم أَكُن= لَهُ تابِعاً في حالِ عُسرٍ وَلا يُسرِ وَما كُلُّ مَن قادَ الجِيادَ يَسوسُها= وَلا كُلُّ مَن أَجرى يُقالُ لَهُ مُجري وَلكِنَّ إِحسانَ الخَليفَةِ جَعفَرٍ =دَعاني إِلى ما قُلتُ فيهِ مِنَ الشِعرِ فَسارَ مَسيرَ الشَمسِ في كُلِّ بَلدَةٍ= وَهَبَّ هُبوبَ الريحِ في البَرِّ وَالبَحرِ وَلَو جَلَّ عَن شُكرِ الصَنيعَةِ مُنعِمٌ= لَجَلَّ أَميرُ المُؤمِنينَ عَنِ الشُكرِ فَتىً تَسعَدُ الأَبصارُ في حُرِّ وَجهِهِ= كَما تَسعَدُ الأَيدي بِنائِلِهِ الغَمرِ بِهِ سَلِمَ الإِسلامُ مِن كُلِّ مُلحِدٍ =وَحَلَّ بِأَهلِ الزَيغِ قاصِمَةُ الظَهرِ إِمامُ هُدىً جَلّى عَنِ الدينِ بَعدَما= تَعادَت عَلى أَشياعِهِ شِيَعُ الكُفرِ وَفَرَّقَ شَملَ المالِ جودُ يَمينِهِ= عَلى أَنَّهُ أَبقى لَهُ أَحسَنَ الذِكرِ إِذا ما أَجالَ الرَأيَ أَدرَكَ فِكرُهُ= غَرائِبَ لَم تَخطُر بِبالٍ وَلا فِكرِ وَلا يَجمَعُ الأَموالَ إِلّا لِبَذلِها =كَما لا يُساقُ الهَديُ إِلّا إِلى النَحرِ وَما غايَةُ المُثني عَلَيهِ لَو أَنَّهُ= زُهَيرٌ وَأَعشى وَاِمرُؤُ القَيسِ من حُجرِ إِذا نَحنُ شَبَّهناهُ بِالبَدرِ طالِعاً =وَبِالشَمسِ قالوا حُقَّ لِلشَمسِ وَالبَدرِ وَمَن قالَ إِنَّ البَحرَ وَالقَطرَ أَشبَها= نَداهُ فَقَد أَثنى عَلى البَحرِ وَالقَطرِ وَلَو قُرِنَت بِالبَحرِ سَبعَةُ أَبحُرٍ= لَما بَلَغَت جَدوى أَنامِلِهِ العَشرِ وَإِن ذُكِرَ المَجدُ القَديمُ فَإِنَّما =يَقُصُّ عَلَينا ما تَنَزَّلَ في الزُبرِ فإن كان أمسى جعفرٌ متوكِّلاً =على الله في سرِّ الأمورِ وفي الجهرِ وولَّى عهودَ المسلمين ثلاثةً =يُحَيَّونَ بالتأييد والعزِّ والنصرِ أَغَيرَ كِتابِ اللَهِ تَبغونَ شاهِداً= لَكُم يا بَني العَبّاسِ بِالمَجدِ وَالفَخرِ كَفاكُم بِأَنَّ اللَهَ فَوَّضَ أَمرَهُ= إِلَيكُم وَأَوحى أَن أَطيعوا أولي الأَمرِ وَلَم يَسأَلِ الناسَ النَبِيُّ مُحَمَّدٌ =سِوى وُدِّ ذي القُربى القَريبَةِ مِن أَجرِ وَلَن يُقبَلَ الإيمانُ إِلّا بِحُبِّكُم= وَهَل يَقبَلُ اللَهُ الصَلاةَ بِلا طُهرِ وَمَن كانَ مَجهولَ المَكانِ فَإِنَّما= مَنازِلُكُم بَينَ الحَجونِ إِلى الحِجرِ وَما زالَ بَيتُ اللَهِ بَينَ بُيوتِكُم =تَذُبّونَ عَنهُ بِالمُهَنَّدَةِ البُترِ أَبو نَضلَةٍ عَمرو العُلى وَهوَ هاشِمٌ =أَبوكُم وَهَل في الناسِ أَشرَفُ مِن عَمرو وَساقي الحَجيجِ شَيبَةُ الحَمدِ بَعدَهُ= أَبو الحارِثِ المُبقي لَكُم غايَةَ الفَخرِ سَقَيتُم وَأَسقَيتُم وَما زالَ فَضلُكُم= عَلى غَيرِكُم فَضلَ الوَفاءِ عَلى الغَدرِ وُجوهُ بَني العَبّاسِ لِلمُلكِ زينَةٌ= كَما زينَةُ الأَفلاكِ بِالأَنجُمِ الزُهرِ وَلا يَستَهِلُّ المُلكُ إِلّا بِأَهلِهِ =وَلا تَرجَعُ الأَيّامُ إِلّا إِلى الشَهرِ وَما ظهر الإسلامُ إِلّا وجاركم= بني هاشمٍ بين المجرَّةِ والنسرِ فَحَيّوا بَني العَبّاسِ مِنّي تَحِيَّةً= تَسيرُ عَلى الأَيّامِ طَيِّبَةَ النَشرِ إِذا أُنشدَت زادت وليَّكَ غبطةً= وكانت لأهل الزيغ قاصمةَ الظهرِ[
التعديل الأخير تم بواسطة عروبة ; 01-10-2016 الساعة 08:25 AM. |
||
30-09-2016, 10:14 AM | #2 |
تاريخ التسجيل: 5 - 6 - 2012
الدولة: أرض العرب والشموخ
المشاركات: 14,106
معدل تقييم المستوى: 100 |
رد: علي بن الجهم وقصيدته أنت كالكلب في حفاظـك للـود و كالتيس في قراع الخطوب
وهذه القصيدة مشهورة قوووي بس ماحد يعرف ظروف كتابتها بس انا تعجبني القصيدة هذه لاسباب ثانية ^_^ يعطيك العافية اخي طيف مارب
__________________
|
30-09-2016, 11:34 AM | #3 |
تاريخ التسجيل: 30 - 6 - 2010
الدولة: في ارض المهجر
المشاركات: 86,264
معدل تقييم المستوى: 84965 |
رد: علي بن الجهم وقصيدته أنت كالكلب في حفاظـك للـود و كالتيس في قراع الخطوب
|
01-10-2016, 01:39 AM | #4 |
مشـرف سـابق
تاريخ التسجيل: 5 - 9 - 2016
الدولة: اليمن مأرب
المشاركات: 3,502
معدل تقييم المستوى: 48 |
رد: علي بن الجهم وقصيدته أنت كالكلب في حفاظـك للـود و كالتيس في قراع الخطوب
عروبة ابو اصيل تشكرااااااااات |
01-10-2016, 01:47 AM | #5 |
مشـرف سـابق
تاريخ التسجيل: 5 - 9 - 2016
الدولة: اليمن مأرب
المشاركات: 3,502
معدل تقييم المستوى: 48 |
رد: علي بن الجهم وقصيدته أنت كالكلب في حفاظـك للـود و كالتيس في قراع الخطوب
|
05-03-2018, 11:27 AM | #6 |
تاريخ التسجيل: 29 - 2 - 2012
الدولة: YEMEN-Taiz
المشاركات: 106,410
معدل تقييم المستوى: 619 |
رد: علي بن الجهم وقصيدته أنت كالكلب في حفاظـك للـود و كالتيس في قراع الخطوب
__________________
وسيبقى نبض قلبي يمنيا (( عادل محمدسعيد قحطان )) |
27-09-2023, 06:38 PM | #7 |
<مشـرف المنتديات الخاصة> ✌🏻 عُمدَة الدِيرَة ✌🏻 تاريخ التسجيل: 28 - 7 - 2023
الدولة: هُنَاكَ حَيْثُ لاَ أحَدْ
المشاركات: 8,071
معدل تقييم المستوى: 142 |
رد: علي بن الجهم وقصيدته أنت كالكلب في حفاظـك للـود و كالتيس في قراع الخطوب
فعلاً لغتنا العربية جميلة جداً يسلمو الإنتقاء الذوق والجميل يعطيك العافية ‘‘ ‘‘ |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
للـود , منت , اليهم , الخطوة , بن , حفاظـك , على , في , وقصيدته , قراع , كالتيس , كالكلب |
|
|