قصـه سمر .... واقعيه

اريد ان احكي لكم اليوم عن قصه زميلة أختي بالعمل

سمر كانت نشيطه وفي ريعان شبابها وطيبه جداً جداً ومتزوجه من رجل كل عمله على ا لموتور لعله يأتي بقيمة صبوح وغدا وعشاء ، وهي موظفه في احد مكاتب الحكومه في الحديدة

لديها ثلاثه اولاد وبنت ...

سمر توفي والدها قبل سنه تقريباً فحزنت حزناً كبيراً على والدها فهي متعلقه به كثيراً لحنانه عليها وعلى اخواتها بعكس والداتها ، واصبحت سمر تذهب كل صباح جمعه وتجلس الى قبر والدها وتقرا له قرأن وتدعو له .

والدها قبل ان يموت كتب لهاالبيت الذي يملكه في المطراق فقالت يابي لا اريده بعيد عنك واخذت والدتها الاوراق حجة الارض ورفعوا قضية بعد موت والدها انه يعاني من الزهايمر وان التوقيع مزور

وبعد ان قالت لوالدها تريد تعيش بالقرب منه كتب لها غرفه ومطبخ وحمام وصاله تحت بالدور الاول

البيت كبير عماره دورين

وقسم البيت وعمل حاجز حتى تأخذ سمر راحتها وباب من الشارع ، وكان كل يوم وكانه يحس بغبنته ياتي لزيارتها ويده لا تخلو من عشاء او صبوح اوغذا او معونه منه لانه يعلم ان زوجها يكاد يغطي الحاجات لاساسية فقط

وبعد ان حرقت سمر لم يرضوا اهلها اقصد امها واخوانها ان يرجعواالبيت لها قالوا لزوجها مالكم شيء في هذا لبيت لمن تتعافي زوجتك خذها واستأجروا

اي قلب هو قبل هذه الام واي قلب هو قلب اخوانها ، يتاكلوا على دنيا فانية

وقبل شهرين تقريباً وفي ازمة البترول بالذات اشترت سمر دبه 20 لتر من المحطه لانها تقرب من عملها اشترته لزوجها حتى يعولهم وصحت سمر لساعه 11 بالليل لتقوم بصب البترول في دبه قارورة للشملان حتي يأخذها زوجها ويعبي الموتور ونسيت او تناست ان هناك في الغرفه شمعه مضييية وسرعان ما تسربت مادة البترول واشعلت المكان كله وكانوا اولادها في الصاله الصغيره وهي تنام مع ابنتها البالغه من العمر 8 اعوام فقط ورا ت النار وهي تكاد تحرق صغيرتها فرمت بنفسها فوق صغيرتها وحرقت سمر حرق من الدرجة الثانية ...

ونقلت الى ا لمستشفى والحمدلله جلست شهرين كاملين وتباخرت بسرعه واقترض زوجها من هنا وهناك والايدي البيضاء ساعدوها ايضاً

واخوانها لللاسف الشديد وامهها كانت تاتي فقط لزيارتها يوم اويومين ولا تنام الى جانب ابنتها لتدخلها الحمام او تقف معها بل كان زوجها من يفعل ذلك ترك كل شيء وجلس الى جانب زوجته القابعه هناك على لاسره البيضاء

لك الله ياسمر ..... كم هو قبلك ابيض فأرتبطت بشخص رائع مثلك

واخوانها قادرين ان يسفروا بها مصر ويعالجوها على حساب النفط لانهم يشتغلوا بالنفط قالوا ما لنا دخل زوجك هو من يصرف عليك ولم تزوجتي فبكت سمر وتراكمت الديون الى ان وصلت 200,000 ريالــ في مسشتفى الثوره بالحديده

ولم يستطع زوجها ان يفعل شيء وخيرته ادارة المستفى بين ان يدفع حتى نصف المبلغ اوان يخرج زوجته

وزوجته الحمدلله شفت ما بقي الا رجلها المتاثره لم تتباخر بالكامل ،، وخرجت سمر واصرت على زوجها ان يذهب بها الى بيتها فرأته وبكت لانه كل شيء فيه تحول الى رماد لم يعد يميز اين الحمام اين المطبخ اين الصاله اين غرة نوم سمر كل التفاصيل اختفت

والعجيب انها اول ما رجعت بيت اهلها كانت تشير الى الجدار وتقول لامها انظري ابي يبتسم لي

تقوللها الله يهديكي يا بنتي وينه ابوك ...

واحست بصداع شديد براسها وسرعان ما دخلت بغيبوبه ونقلها وجها الى الثورة وهناك افاقت لتقول لزوجهااسألك بالله انت غسلني وكفني وادخلني القبر ولا تدع احد من اهلي يراني ..ونظرت الى ابنتها الرضيعه والتي حرق نصف خدها ودموعها انهالت عليها وفارقت الحياة

لحقت سمر بوالدها العطوف ا لرحيم وتركت هذه الدنيا ا لتي يتقاتل عليها كل الناس

نعم الوداع ياسمر يا ملاك في جسد امراه لم تتجاوزالثلاثنين من عمرها بين السابعه والعشرون والتاسعه والعشرون

وغسلها زوجها وحضنها وبكي ولم يرضى ان يدخلها القبر من شدة تعلقه بها قال كيف احثوالتراب على وجه سمر حرام حرام

واخذوا يهداونه ويذكرونه بالله وبالموت ......

وبينما العزاء في بيت زوجها دخل ابنهاالبكر البالغ من العمر 9 سنوات راهم يبكون فاغمي عليه

قال مالكم امي بخير امي لم تمت لم يكن يعرف ان والدته ماتت لانه كان عند عمته

ياخذهم ابوهم لزيارة امهم بين الفينة والاخرى

امي تشافت لا ... وكلما ذكر امه اغمي عليه

كان متعلق كثير بها واخذوا يصبون الماء على جهه كي يستفيق والله اننا كلنا بكينا

توفت سمر قبل اسبوع من كتابتي لهذه القصة رحمها الله رحمة واسعه وغفر لها ولابيها واسكنها فسيج جناته

اردت ا ناقص هذه القصه ليعلم كل واحد منا وخصوصاً الاهل ان هذه الدنيا فانيه

على ماذا التكالب على دنيا فانية

لا يبقى الا الله فقط والعمل الصالح

اللهم اغفر لسمر وارحمها واعفو عنها وتقبلها بواسع رحمتك ياارحم الراحمين
اللهم نقها منالخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس

رحمه الله عليها والله يتقبلها من عباده المحسنين

الله يرحمها ويغفر لها ويصبر ذويها يارب

الله يرحمها ولله اكبر ع اهلها

لاحول ولا قوة الا بالله الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة

حسبي الله ونعم الوكيل بكل ظالم متكبر طغى وتكبر على ارضه
ولكل ظالم نهاية
رحمها الله وغفر لها واسكنها فسيح جناته
اجدتي اختي في سرد قصة احزنت قلوبنا رغم قساوة ممثليها
هداهم الله الى الطريق السليم

اسعدني مروركم جميعاً اخواني واخواتي
وشكراً لتعليقاتكم ودعائكم لسمر
اخيراً ارتاحت بجانب والدها ذو ا لقلب الطيب الحنون
الوداع ياسمر ..بإذن الله الملتقي بالجنه

لكم مني اجمل تحيه

الله يرحمها

مجهود رائع
دوم العطاء و النشاط الدائم
ودي