قراءة سياسية تاريخية واقعية في مقترح تسليم الحوثيين عدن لجماعة علي ناصر محمد

بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة سياسية تاريخية واقعية في مقترح تسليم الحوثيين عدن لجماعة علي ناصر محمد
لا اريد ان يتهمني احد بالتحيز لجماعة علي ناصر التي انتمي اليها تاريخيا عقب احداث يناير 86وهاجرت هذه الجماعة على أثر انسحابها من عدن الى صنعاء ويجب ان أذكر كل من يقرأ هذا المقال بذاك الجميل الذي استقبلت به صنعاء جماعتنا المحسوبة مناطقيا على محافظتي أبين وشبوة ومن كان في فلك حلفهما الذي استطاع الجنوبيون بحمدالله من تجاوزه بالتصالح والتسامح منذ 2007 وتجسد في المقاومة الشعبية الجنوبية التي سطر رجالها الجنوبيون أروع المآثر البطولية في الضالع وعدن وابين وشبوة ولحج.... دفاعا عن ارضهم ودينهم وشرفهم وكرامتهم ضد فئة باغية معتدية همجية مجرمة....
نحن في اليوم..
اخبار تقول ان الحوثيين يريدون ان يسلموا مدينة عدن الى جماعة علي ناصر محمد وبتصوري ان لذلك اسباب استطاع الرئيس علي ناصر باطروحاته السياسية ومواقفه الوسطية تجاه احداث اليمن ان يكون بمحل قبول لدى جماعة الرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيين والمتمثلة في ان الرئيس علي ناصر كان يرى الحل اليمني للقضية الجنوبية في اقليمين شمالي وجنوبي بحسب الحدود السياسية لدولتي الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وبعد فترة زمنية لاتتجاوز الخمس سنوات يتم استفتاء للشعب الجنوبي على البقاء في الوحدة او فك الارتباط نهائيا واستعادة دولته التي دخل بها الجنوبيين وغدر بهم علي صالح ومن كان في حلفه واصبح اليوم ضده ..ويبدوا ان هذا الحل بات عند جناح الرئيس صالح والحوثيين واقعيا لانهم وبحسب تصورهم للاحداث ونتائجها فلن يستطيعوا ابدا ان شاء الله ان يحكموا كل اليمن شمالا وجنوبا وسوف يخسروا.... خاصة من ينطلق في حكمه وسيطرته لليمن سواء اكان الشمالي او الجنوبي من عقيدة الجهة والهضبة المقدسة لليمن الاعلى الحكم على ما كان تحت سيطرتهم تاريخيا –شمال اليمن-الجمهورية العربية اليمنية-وبالتالي فهم يرون انهم ان استطاعوا ان يستعيدوا حكمهم على ماكان يسمى بالجمهورية العربية اليمنية كجهة وطائفة وهضبة مقدسة افضل لهم من ان يخسروا كل اليمن باليمن الاتحادي والذي تصر عليه السعودية لسببين
الاول
انه محل توافق بين اليمنيين عبر مخرجات الحوار لايمكن تجاوزه خصوصا بعد اسناده بقرارات عربيه واممية
الثاني
ان السعودية لم تعد تثق بجناح الرئيس صالح المتحالف مع الحوثيين ان تمنحهم ادنى نفوذ وسيطرة على اي جزء من اليمن بعد ظهور علاقتهم القوية مع ايران والتي يمكن عودة انتاج هذه العلاقة مع ايران في حالة استلامهم لحكم شمال اليمن وهو ما يعني اعادة انتاج ذات المشاكل للسعودية من فئة قد يصبح تحت يدها ثروة اقليم سبأ لتنتج جيش ومخربين للسعودية وباسناد لبناني من حزب الله وايراني
السعوديون لايمكنهم ان يفرطوا بحقهم الوطني والاسلامي بالدفاع عن حدودهم السياسية جغرافيا وعن الحرمين الشريفين مكة والمدينة المنورة ...وسوف يجدون معظم الدول الاسلامية تشاركهم حق الدفاع هذا ونحن معهم وهو مما يجب ادراكه كي نصل بأذن الله تعالى الى حلحلة المشكلة تلك التي باتت نتائجها كارثية على الشعب اليمني خاصة بكل صراحة....وهم أزاء هذه الحقيقة الاستراتيجية مستمسكون بشرعية الرئيس هادي التي منحتهم كل المظلات المحلية يمنيا والاقليمية عربيا وافريقيا والاسلامية والعالمية ومستمسكون بكل القرارات الداعمة لحقهم هذا والمتمثل بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار وقرارات مجلس الامن المتعلقة بذات الصدد...وسوف لن يتوانوا بأذن الله من استخدام كل جهد لاحقاق هذه المقررات والشرعيات ....ولذلك نجد ان هناك وكم أشار العميد العسيري في غير كلام له الى انه هناك يتم بناء لصالح الشرعية من جيش وقوات موالية لم يتردد العميد العسيري في ضرب مثل تجربة امريكا في افغانستان والممتدة لعشر سنوات لاجل تحقيق الاهداف الاستراتيجية ولكن ذلك بنظر اي عاقل سوف يكون له نتائج عكسية على الشعب اليمن الشعب والحكومة السعودية لان تبعات اطالة امد الحرب ستترك اثارا مدمرة وتعميقا مجتمعيا تناقضيا بين اليمنيين خاصة قد يتجه الى ذات مصير سوريا والعراق ونحن في غنى عنه وسوف يؤدي الى نزوحات مليونية للشعب اليمني الى السعودية والتي لايمكنها ان ترفض اولئك النازحين في حالة الوصول الى ذروة الازمة الانسانية والصحية مع مانسمعه اليوم في عدن من انتشار الاوبئة والامراض والتي ستمتد حتما الى السعودية كنتيجة طبيعية تدفع ثمنها الحكومة والشعب السعودي...ومن هنا يأتي التجسيد الحقيقي لحديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين الا وأختار أيسرهما بقبول الحل الاسهل الذي يجمع بين كل ذلك...وهنا يجب ان نكون واقعيين اننا بصدد ايجاد الحل الذي يلبي حاجة كل الاطراف بالحد الادنى لمن لديه الشرعية الكاملة يمنيا واقليميا ودوليا واقصد بها الرئيس هادي ولمن يمتلك الشرعية النسبية بحكم سيطرته على جزء من الواقع ولم قد يكون محلا للحصول على شرعية نسبية واقصد به من هو مقبول لدى أطراف النزاع طرف الحكومة وطرف المتمردين الانقلابيين
ولعل القراءة التاريخية لاطروحات الرئيس علي ناصر نجدها انها طالما كانت داعية للاصطلاح مع دول الجوار وفي مقدمتها السعودية ولعل ورقة العمل التي كانت سببا في انقلاب الجناح المتشدد عليه والتي قدمها للجنة المركزية للحزب الاشتراكي في 85كانت بمثابة اعلان البروستريكا التي سبقت بروستيكية جورباتشوف كما يعقب بعض اليمنيين عليها والتي دعى فيها الى الانفتاح على دول الخليج وتشجيع الاستثمار واعتبر ذلك الجناح المتشدد في الحزب الاشتراكي بمثابة انقلاب على الثوابت الماركسية...ولو وكما يقول بعض الجنوبيون لطبق الجنوبيون مقترحات الرئيس علي ناصر في الثمانينات لما وصلت الجنوب الى ماهو عليه ولكن الذي حصل ان الجناح المتشدد اعتبر ورقة العمل انقلابا وخيانة على وللمبادىء الثورية والوطنية فحصلت احداث يناير التي على اثرها انسحبت جماعة علي ناصر محمد وكان منهم الرئيس الحالي عبدربه منصور وجل القايدات السياسية والعسكرية المتصلة به تقريبا اليوم من محافظتي ابين وشبوة وعدن
ان مقترح تسليم الحوثيين لعدن لجماعة علي ناصر محمد امر لايرفضه عاقل ازاء الواقع اليوم ونراه الحل المناسب ولكننا نرى انه ينبغي التمييز بين اولوية الظرف الانساني واولوية الظرف السياسي مع اتفاق الكل معنا على تقديم اولوية الظرف الانساني وهنا يجب ان نسأل انفسنا هل يمكننا ان نعزل ونفصل بين العلاقة بين الظرف الانساني والظرف السياسي ....وهذه مشكلة الكثير انهم يفصلون بين نتائج الظرف الانساني السياسية وبين نتائج الظرف السياسي الانسانية ....لنصل الى نتيجة حتمية مفادها
ان الظرف الانساني يقع في اولوية الضرورات الواقعية وانه لايمكن عزله ولافصله على الظرف السياسي ومعطياته ومقدماته
ببساطة ....فهذا الظرف الانساني يفرض علينا جبرا وحتما وضرورة واقعا وشكلا سياسيا متمثلا بشرعية الرئيس هادي وحكومة نائبه والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار .......ببساطة وعلى البلاط...لايمكن للسعودية ولادول الخليج ان تتحمل تبعات اثار الحرب ودفع كلفة التعويضات والخسارة المالية وجبر النقص والخسائر واعادة الاعمار والالتزام بالتنمية ودفع رواتب الناس لفترة وادخال اليمن الى مجلس التعاون الا وفق الشكل السياسي الذي ترى بكونه محل وفاق واتفاق بين اليمنيين عبر مخرجات الحوار..وهو مايحتم على اية جماعة تستلم الحكم في عدن او ابين او تعز او اي مكان في اليمن مراعاة هذه العلاقة بين الظرف الانساني المضطرين اليه انقاذا لشعبنا وبين الظرف السياسي المتصل والمترابط مع الظرف الانساني لانه لايوجد دول غير هذه الدول يمكن ان تلتزم بكل تلك المسؤليات المادية حتى الامم المتحدة والتي اطلقت بالامس نداءا عاجلا بمبلغ مليار ونصف لليمن ولن تدفع ايران ولا روسيا ولا الصين ولا امريكا النسبة الكبيرة منه بل ستدفعه دول الخليج في ظل ريتها المتوافقة مع توافقات اليمنيين للحل في متكمر الحوار ومخرجات الحوار
قد يقول قائل لماذا بالامس أعتبرت ان تسليم الحوثيين للحراك الجنوبي فيه مايشين وفتنة واليوم ترى ان تسليم الحوثيين لجماعة علي ناصر محمد قدي كون حلا طالما انه يقر بالضرورات الانسانية ومدى تعلقها بالضرورة السياسية والمتمثلة بشرعية الرئيس هادي ومخرجات الحوار واليمن الاتحادي؟
اقول بعون الله
ان الحوثيين بالامس لم يحددوا المكون السياسي والقادة المعنيين بهذا التسليم ولذلك بنيت مقالي على اساس انهم يقصدون الحراك الموالي لايران والمتمثل بقيادة حسين زيد والذي تم تقديمه في يوم الاعلان الدستوري كممثل عن الجنوبيين والحراك وهؤلاء لهم انصار ومتأثرين من الجنوبيين بمشروع ايران وكلنا يعرف ذلك ...اما وقد قيل انهم قد اقترحوا تسليم عدن لعلي ناصر وجماعته فقد فهمنا جزء من مقصدهم ونحاول ان نهذبه كي لاتثار فتنة بين ابناء ابين ليخلقوا بذلك جماعة ضد جماعة الرئيس هادي من نفس المنطقة والمحافظة –والله اعلم-
كتبه بتوفيق الله
نبيل العوذلي
السعودية القصيم
https://www.facebook.com/photo.php?f...type=1&theater