|
•• المواضيع العـامة والمتنـوعة مواضيع ومشاركات متنوعة بانوراما من هنا وهناك |
التسجيل السريع مُتاح |
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
19-12-2011, 11:37 PM | #1 | ||
تاريخ التسجيل: 30 - 6 - 2010
الدولة: في ارض المهجر
المشاركات: 86,264
معدل تقييم المستوى: 84965 |
لســــان بلا أذنين
لســــان بلا أذنين ...حوار هذا العصر .! ! !.
أن تملك أذنين ليس معنى هذا أنك تسمع.. وأن تُختبر حاسة السمع لديك وأنت لا تزال رضيعاً لا يعني بالضرورة أنك تستخدم هذه الحاسة عندما تكبر.. ذلك أن ما يقال لك وأنت رضيع تستجب له لأنك لا تفهمه، لكن ما يقال لك وأنت كبير ربما لا تود أن تسمعه. وسواء كنت تسمع أو لا تسمع، فالحوار يسير في اتجاه واحد.. ولأنه يسير في هذا الاتجاه مع إصرارنا على إطلاق هذه الكلمة "حوار" على الكلمات اليومية التي نتحدثها، فيجب أن نقرنها بكلمة أخرى حتى نعطي المعنى الحقيقي لحوارنا "حوار الطر شان" مع زغرودة نعبر فيها عن سعادتنا بعقد هذا القران!! والطرش في هذا الزمن لم يعد حالة عضوية وإنما فكرية ونفسية واجتماعية وغدت مؤخراً وبقوة حالة سياسية. ورغم الاضطهاد الذي يمارس علينا في حواراتنا السياسية الدولية إلا أننا نمارس الدور نفسه الذي يمارسه الآخر في بيوتنا وداخل أسرنا. صغير ذاك البيت الذي يضم أسرتنا، ورغم صغره فإن الحوارات التي تدار فيه ترتطم بحائط إسفنجي - صنع خصيصاً لـيمتصها منتظراً شمس الصباح تجففها فتتلاشى قبل أن يفك رموز كلماتها الآخر. وبمناسبة الحديث عن الآخر.. ومن هو الآخر.. قد تكون الزوجة التي تنتظر عودة زوجها لتطرح عليه سؤالها المعهود.. أين كنت ولماذا تأخرت؟.. ورغم تذمر الرجال من تكرار النساء لهذا السؤال، واستغراب النساء من استياء الرجال من هذا السؤال.. فإن السؤال يبقى مطروحاً دون إجابة. خلف الباب الذي يفصل بينه وبين هذا السؤال حركة دائبة لا تفتر ولا تنتهي.. ثلاثة أطفال وأمهم.. الأنوار والأصوات تعلن عن سهرة مليئة بالضجة والضوضاء، ورغم كل ما ينتظره لابد من الدخول... تحرك المفتاح في الباب يعني أنه لا مجال للتراجع الآن، استقبال حافل من الأولاد وسؤال يسبق وجه الزوجة لماذا تأخرت.. وأين كنت؟.. رمت بسؤالها واستدارات دون انتظار الإجابة، ابتلع سؤالها ودخل غرفته ليبدل ثيابه في انتظار العشاء... اجتمع أفراد الأسرة حول الطاولة ليبدأ حوار الأطباق.. يذكرك اجتماعهم باجتماع الأسرة العربية وحوار الأوراق.. وكلنا يعلم أن كلاً من الأطباق والأوراق ليس لها آذان، وإن احتوت موائدنا المستديرة البيتية أو السياسية على ما يمت للأذن بصلة فهو فنجال بيد واحدة.. نبقى نشدها حتى تتذكر أن مهمتها فقط أن نمسك بها. ومع حوار الأطباق بدأ الأب حواره: كان يوماً شاقاً، لقد أنجزت الكثير من العمل اليوم.. قاطعته الأم: العمل المنزلي يأخذ وقتاً وجهداً أعاننا الله عليه. أكمل الأب: هناك الكثير من المصنفات المتراكمة كان علي دراستها، لكن الوقت لم يسعفني.. الأم يتراكم الغبار بسرعة هنا وهناك.. تعبت من التنظيف المستمر... يقاطع حوارهما الصغير: أمي.. أبي ما معنى يتراكم؟ الأم ذكّرها ولدها وهو يقفز أمامها بمجلس الأمهات.. فقالت للأب لا تنسى غداً أريدك أن توصلني إلى المدرسة لأحضر مجلس الأمهات. الأب: مجلس الإدارة سيجتمع نهاية الأسبوع يجب أن أعد مقترحاتي. وعلى المجلس يجلس الابن الأكبر يمسك بيده جهاز التحكم يتنقل ممتعضاً من محطات التلفاز لتتداخل الأصوات والصور معطية مزيداً من المنطقية على الحوار العائلي، لينتقل بنا من مشهد مصغر لحواراتنا العائلية إلى مشهد أكبر يعكس واقع هذه الحوارات من خلال برامج حوارية اتخمت بها محطاتنا التلفزيونية.... ولا فرق بينهما. طاولة.. وفنجال بأذن واحدة.. تُشد كلما حسبت أن لها دوراً آخر تقوم به.. ويبدأ الحوار كما أحبوا أن يسموه. والمتابع لحواراتنا أينما كانت سواء ضمن العائلة الواحدة أو في الندوات والمؤتمرات، والبرامج الحوارية، يلحظ تفوقنا برسم منهجية خاصة بنا، وأساسيات ننفرد بها.. ابتكار حقيقة يشهد لنا، وكما يقال إن أردنا أن يبدأ الحوار فيجب أن نؤسس لثقافة الحوار.. وإليكم بعضاً من هذه الأساسيات: 1- أن أختلف معك في الرأي، هذا يعني بالضرورة أني أختلف معك شخصياً، فالاختلاف في الرأي يفسد للود قضية. 2- قد يتطور الحوار - في بعض الأحيان- من حوار فكري إلى حوار جسدي، فإذا كان الأول يحقق الإمتاع، فالثاني غرضه الإقناع. 3- عدم قبول الآخر.. والرأي الآخر. 4- تجنب إيجاد أرضية مشتركة، وإحباط أي محاولة لتقريب الأذواق. 5- نستخدم اللسان لنتكلم به، والأذنين لنسمع أنفسنا. 6- الاعتماد على شدة وحدة الصوت. 7- تصيد الأخطاء واقتناص الفرص. 8- تحقيق الانتصار للذات لا للقضية التي يدار حولها الحوار. 9- نتحاور مع الآخر من خلال ما نريد وما نفكر فيه، ونسعى لنجذب به الآخر. 10- وضع الآخر في قالب "نحن". كل هذه السمات تؤهلنا إلى الانتقال بحواراتنا إلى الساحة الدولية، ذلك أن ما نمارسه مع أنفسنا يمارسه الغرب علينا، لأن النقطة المشتركة التي تجمعنا هي أن الحوار يجب أن يقوم على الاعتراف بالآخر وتقبل وجوده، فإذا كانوا لا يعترفون بنا ولا يقبلون وجودنا ويريدون الهيمنة علينا، وإن كنا لا نعترف بهم ولا نقبل وجودهم، وندعو الله تعالى أن يقلب عاليهم سافلهم، فأي حوار هذا الذي سيكون بيننا وبينهم؟!.. همس في أذن فقدت وظيفتها: إذا كان الحوار ضرورة حضارية لبناء المجتمع وتطوره والارتقاء به، فما تقدم يبين لنا لماذا نحن لا نتطور.. ولا نرتقي
|
||
21-12-2011, 12:16 PM | #2 |
: عــريف :
تاريخ التسجيل: 28 - 10 - 2011
المشاركات: 282
معدل تقييم المستوى: 15424 |
رد: لســــان بلا أذنين
موضوع جميل جدا
تشكر عليه يالغالي |
21-12-2011, 12:37 PM | #3 |
تاريخ التسجيل: 30 - 6 - 2010
الدولة: في ارض المهجر
المشاركات: 86,264
معدل تقييم المستوى: 84965 |
رد: لســــان بلا أذنين
مشكورة يالغالية على المرور
|
21-12-2011, 12:43 PM | #4 |
:: عضوه نشيطه ::
تاريخ التسجيل: 14 - 7 - 2009
الدولة: بيت ابوي يعني وين هع
المشاركات: 6,826
معدل تقييم المستوى: 203 |
رد: لســــان بلا أذنين
يعطيييييييييييييييك 1000 عافيه ولا حرمنااا الله منك وحفظك وين ما تكون تحياتي
__________________
معاني الحب سابقا |
21-12-2011, 12:48 PM | #5 |
تاريخ التسجيل: 30 - 6 - 2010
الدولة: في ارض المهجر
المشاركات: 86,264
معدل تقييم المستوى: 84965 |
رد: لســــان بلا أذنين
تسلمين يالغالية بصراحة ردودك اكثر من رائعه
|
08-02-2012, 06:00 AM | #6 |
تاريخ التسجيل: 10 - 4 - 2011
الدولة: العاصمة.. عدن
المشاركات: 29,613
معدل تقييم المستوى: 6731 |
رد: لســــان بلا أذنين
يسلموا والله عالطرح
ربي يعطيك العافية ويبارك فيك دمت بخير ودي قبل ردي
__________________
كل الشكر لحبيبة قلبي أختي أمل بكرة وأسأل الله لها الجنة وكل خير بهذه الدنيا |
08-02-2012, 10:01 AM | #7 |
تاريخ التسجيل: 30 - 6 - 2010
الدولة: في ارض المهجر
المشاركات: 86,264
معدل تقييم المستوى: 84965 |
رد: لســــان بلا أذنين
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|