إسرائيل: ندعم «دولة كردستان»

القدس، بغداد - وكالات - أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، أن تل أبيب تؤيد قيام دولة كردية، فيما يستعد أكراد العراق لإجراء استفتاء على الاستقلال في الخامس والعشرين من سبتمبر الجاري، رغم المعارضة التي يواجهونها داخلياً من الحكومة المركزية في بغداد وإقليمياً من تركيا وإيران.
وقال نتنياهو في تصريحات، أرسلها مكتبه إلى المراسلين الأجانب، «تؤيد (إسرائيل) جهود الشعب الكردي المشروعة لقيام دولته»، بيد أنه أشار إلى أن الدولة العبرية تعتبر «حزب العمال الكردستاني» المتمرد الذي يخوض نزاعاً دامياً ضد تركيا، تنظيماً إرهابياً، أي أن موقفها يتطابق في هذا الشأن مع مواقف أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي.
وكان النائب السابق لرئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي يائر غولان قال في مؤتمر بواشنطن الأسبوع الماضي إنه شخصياً لا يعتبر «حزب العمال»، الذي يحارب تركيا منذ أكثر من ثلاثة عقود، تنظيماً إرهابياً.
كما أعلن إعجابه الشديد بفكرة دولة كردستان مستقلة، قائلاً: «كان لدينا تنسيق جيد مع الشعب الكردي منذ أوائل الستينات من القرن الماضي»، وإن قيام كيان كردي مستقل يعد تطوراً إيجابياً في مصير الشرق الأوسط.
وكان نتنياهو أعلن في العام 2014 عن دعمه «لتطلعات الأكراد إلى الاستقلال»، معتبراً أنهم يستحقون «الاستقلال السياسي»، إلا أن تصريحاته أمس تعد أوضح تأييد لقيام دولة كردية.
وتقيم إسرائيل روابط سرية مع الأكراد في مجال المخابرات والأعمال والمجال العسكري منذ ستينات القرن الماضي، وتعتبر الأكراد المشتتين في العراق وتركيا وسورية وإيران عازلاً لها عن العرب.
وإذ كانت الدول الاقليمية، وعلى رأسها تركيا وإيران، تعارض انفصال الأكراد في دولة مستقلة عن العراق، فإن القوى الغربية تخشى أن يصرف الاستفتاء الانتباه عن الحرب على تنظيم «داعش».
في سياق متصل، أعلن القيادي التركماني في منظمة «بدر» العراقية المسلحة محمد البياتي عن انتشار قوات البيشمركة الكردية في مناطق كركوك وداقوق وطوز خورماتو.
وقال في بيان: «هذه القوات لم تأت لغرض الاستفتاء، وإنما لقمع العرب والتركمان وفرض الاستفتاء بقوة السلاح والدبابات والمدرعات»، داعياً الحكومة العراقية إلى «تحمل مسؤوليتها أمام المواطنين أو أن تقدم استقالتها».
يشار إلى أن كركوك تعد من المناطق المتنازع عليها بين العرب والأكراد، لكن مجلس محافظتها، الذي يهيمن عليه الأكراد، صوّت في أواخر أغسطس الماضي، لصالح إدراج أراضيها في الاستفتاء بشأن استقلال إقليم كردستان.
من جهته، شدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على أنه لن يسمح بتقسيم البلاد، محذراً في الوقت نفسه من تنامي حدة التصعيد الكلامي «الذي قد ينتهي إلى احتراب داخلي».
وفي مؤتمر صحافي عقد أمس بمدينة الناصرية جنوب العراق، غداة تصويت البرلمان العراقي على رفض الاستفتاء وإلزامه الحكومة اتخاذ ما يلزم للحفاظ على وحدة العراق، قال العبادي «ان وحدة البلاد أمر أساسي وإن العراق يكون أقوى بوحدته، وبالتالي نرفض اي دعوات لتقسيم البلد أو إضعافه»، وذلك في إشارة الى استفتاء الأكراد.
وأضاف «لن نسمح لقسم من السياسيين بتقسيمنا وإضاعة فرصة التعاون لتحقيق مصالح الشعب»، محذراً من ان «التصعيد الكلامي قد يؤدي الى كوارث كبيرة في البلاد، مشابهة لما حصل في بلدان اخرى انتهى بها الوضع الى الاحتراب الداخلي».
وأكد ان حكومته تحترم تطلعات جميع المواطنين بما فيهم الاكراد، وتسعى الى حل جميع المشاكل العالقة بالحوار والتفاهم «فقط»، لكن من دون سياسة فرض الامر الواقع وتحديد المصير من دون مشورة الشركاء.