الانصاف حول تسريبات الجزيرة وواقعية التعامل مابعد استقالة هادي

بسم الله الرحمن الرحيم
خلافا للكثير ممن استمعوا لتسريب حديث الرئيس اليمني السابق علي صالح مع عبدالواحد –- والذي بثته قتاة الجزيرة ويكشف عن مدى التنسيق السابق بين علي صالح وجناحه مع الحوثيين والذي يصفه اولئك الكثيرون بكونه دليلا قاطعا ضد علي صالح , سوى انني اجده وللانصاف الى جانب بكونه دليلا ضد الرئيس علي صالح سوى انه دليلا ايضا لصالحه
الادلة التي ضد الرئيس السابق
1-يبرهن التسجيل بوجود هذا التنسيق الخفي الذي بينه والحوثيين والذي كان ينكره الرئيس صالح وابتاعه وربما الحوثيين
2-يثبت ان علي صالح شخصية شديدة الخصومة ويغلب عليها روح الانتقام بدون حساب العواقب
3-عدم الوفاء بالعهود والالتزامات التي يلتزم بها خاصة ما التزم به لليمنين وللخليجيين والاوربيين بالتدخل الايجابيى في العملية السياسية الانتقالية وهو مالم يفعله بل كان تدخله سلبيا
4- الفهم الخاطى للسياسة على انها الكذب والخداع والتلفيق والتحالفات مع اي فصيل ولو كان في غير مصلحة الوطن والجيران والاستراتيجيات الجامعة لهم وبينهم
اما الادلة الايجابية
1-انه رجل غير عنصري وغير مذهبي وغير جهوي لان الاسماء التي سماها لعبدالواحد كعارف الزوكا وبن دغر .....الخ , هي لشخصيات ليست حوثية ولازيدية ولاشمالية من شمال الشمال
2- انه شخصية قيادية فريدة وهو مايتضح من طريقة الكلام مع عبدالواحد حيث حيث كان يتحدث الرئيس السابق بصفة الآمر والموجه والمخطط والمؤثر –ببساطة الرجل الزعيم-
ولست بصدد التحليل المفصل حول شخصية الرئيس السابق علي صالح ولكنني بصدد الانتقال الى مابعد خطوة استقالة الرئيس هادي والتي كانت حقيقة في محلها اذ انها وكما يقولوا –صحت الكل من سكرة الخصومة السياسية ونشوة الانتصارات الوهمية المؤدية الى التهلكة –وازاء ذلك علينا ان نفكر بالامر بطريقة تحافظ على حد ممكن من بقاء تماسك النسيج السياسي والثقافي والاجتماعي بين اليمنيين شمالا وجنوبا وشرقا وغربا شافعيا وزيديا ليس بالصورة التي عرضها عبدالملك الحوثي في خطابه الاخير والمجسد لوجهة نظر جناح الرئيس صالح حول المؤامرة الخارجية في تمزيق اليمن بالشكل السياسي للدولة الاتحادية وبالتالي اعادة الشكل السياسي القديم, لان ذلك بات اثباته وتحقيقه بعد هذه الاخطاء المخجلة سيكون بثمن باهظ من الدماء والانهيار الاقتصادي والسياسي لليمنيين كلهم وعلينا ان نتعامل بواقعية مع ما بات مستقرا في ذهنية اليمنيين وخاصة ذلك الاستقلال الاقليمي النفسي والثقافي حتى اللحظة بشكل اخص و الذي ظهر في بعض الاقاليم بقطع استلام الاوامر والتعليمات من صنعاء وبتشكيل ادارة محلية اقليمية بناءا على المؤسسات المتواجدة في تلك الاماكن ..وهو مالا يمكن اعادته بمجرد اعادة الرئيس هادي وحكومة بحاح بالاجبار او بالاقناع الى مسؤلياتهم بل يجب التعامل مع هذا الواقع بموضوعية لاعادة حبل الثقة والامل في احياء روح الثقة الموءودة بسبب تصرفات التحالف الحوثي الصالحي ..واختيار رئيس للبلاد وللاسف يجب ان يكون جنوبيا يرضى عنه اليمنيون والاقليم قبل امريكا وايران والتعامل معه بايجابية بتقليم اظافر الحوثيين المهووسين بنشوة الشعور بكون ما حدث انما هو مجرد بشارات للقراءات التنبؤية الشيعية الايرانية واللبنانية بحسب تصورهم لخروج صحوة اسلامية نحو الجزيرة العربية من اليمن –ربما هذا يكون سبيلا متاحا وواقعيا لاعادة ما تم تدميره بحد ممكن ومناسب لمتغيرات الواقع
كتبه نبيل العوذلي
السعودية القصيم