الحبيب / عبدالقادر بن عبدالرحمن الجنيد ...

السيد العلامة الداعية عبدالقادر بن عبدالرحمن الجنيد


أسمة ونسبه:
السيد العلامة الداعية إلى الله ورسوله عبدالقادر بن عبدالرحمن بن عمر بن عبدالرحمن (السقاف) بن أحمد بن علي بن هارون بن علي بن الجنيد بن علي بن أبي بكر الجنيد بن عمر بن عبدالله الصالح بن هارون بن حسن بن علي بن محمد بن حسن المعلم بن محمد أسد الله في أرضه بن حسن الترابي بن علي ابن الفقيه المقدم محمد بن علي بن محمد صاحب مرباط بن علي خالع قسم بن علوي بن محمد بن علوي بن عبيدالله بن أحمد المهاجر إلى الله بن عيسى بن محمد النقيب بن علي العريضي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن الإمام علي وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..

مولده ونشأته:

ولد بتريم في السابع من جمادى الآخرة سنة 1345هـ الموافق 12ديسمبر عام 1926م، وكان والده غائباً بسنغافورة، فتولى تربيته والاعتناء به عمه أحمد بن عمر.

تعليمه:
بعد خمس سنوات من ولادته وفي سنة 1350هـ عاد والده من سنغافورة فألحقه إلى معلامة باغريب، ثم التحق بمدرسة الكاف ولم يدم التحاقه بها طويلاً حيث أغلقت وانتقلت إلى سيئون لانتقال آل الكاف إليها، كما التحق كذلك بمكتب الشيخ الأستاذ توفيق بن فرج أمان (ت: 1359هـ) فقرأ عليه القرآن، ومبادئ القراءة والكتابة، ولم تدم إقامة والده بتريم فقد عاد إلى سنغافورة سنة 1354هـ.
ثم التحق بمدرسة الجنيد (زاوية مسجد بايعقوب) منذ افتتاحها سنة 1355هـ حتى إغلاقها سنة 1364هـ فدرس بها عند السيد العلامة زين العابدين بن أحمد الجنيد (ت: 1364هـ)، والشيخ القاضي مبارك بن عمير باحريش (ت: 1367هـ)، والشيخ العلامة سالم بن سعيد بكير (ت: 1386هـ) أكثر العلوم والفنون من: توحيد وحديث وفقه ونحو وبلاغة وسيرة وتاريخ وتجويد وحساب وقواعد الكتابة والإنشاء، فحفظ المطولات فضلاً عن المختصرات كسفينة النجاة والزبد والملحة والألفية.
وفي سنة 1358هـ التحق برباط تريم الشهير في جميع أوقاته: بعد صلاة الفجر، وبين العصرين وبين المغرب والعشاء، ودرس على الشيوخ المدرسين به، ومنهم: السيد العلامة عبدالله بن عمر الشاطري (ت: 1361هـ)، والشيخ العلامة محفوظ بن سالم بن عثمان (ت: 1396هـ)، والسيد العلامة محمد بن سالم بن حفيظ (ت: 1392هـ).
كما أخذ عن جميع مشائخ حضرموت وخاصة مشائخ تريم في بيوتهم أو في المساجد التي يتولون التدريس بها كدرس الشيخ سالم بن سعيد بكير بمكتبة جامع تريم، كما حضر الدروس العامة التي تعقد بتريم كدرس الرباط العام صباح يومي السبت والأربعاء، ودرس زاوية الشيخ على بن أبي بكر السكران ظهر يومي الاثنين والخميس، ودرس السيد العارف بالله علوي بن عبدالله بن شهاب (ت: 1386هـ) عصراً بمسجد سرور، ودرس السيد العلامة أبوبكر بن محمد السري (ت: 1376هـ) بزاوية آل عبدالله بن شيخ العيدروس.
كما أخذ كذلك عن السيد العلامة عمر بن أحمد بن سميط (ت: 1396هـ) في شبام، وفي تريم أثناء زيارته لها.

عمله:
تولى التدريس بمدرسة الكاف الخيرية بتريم من سنة 1369هـ إلى سنة 1371هـ، حيث انتقل إلى وظيفة كاتب القاضي بمحكمة تريم الشرعية، وكان بها القاضي السيد العلامة سالم بن عمر السقاف، الذي تولى القضاء بعد القاضي مبارك باحريش، كما تولى التدريس كذلك برباط تريم إلى سنة 1378هـ.

سفره إلى خارج حضرموت:
سافر المترجم له من حضرموت إلى أوغندا سنة 1378هـ وذلك عندما عرض عليه طلاب أوغندا الذين يدرسون برباط تريم ليقوم بالتدريس في مدرستهم (التقوى) فسافر إليها، ونظم المدرسة، وسير الدراسة بها، وقابله أهلها بغاية الإكرام والاحترام والتقدير، كما فتح دروساً إضافية للشباب في غير أوقات الدراسة فكان من نتيجة ذلك أن أسلم على يديه الكثير، وكان بها السيد العلامة أحمد مشهور بن طه الحداد (ت: 1416هـ) لكن الظروف المناخية الباردة كانت سبباً في تدهور صحته فعزم على العودة إلى حضرموت عن طريق دار السلام (تنزانيا) حيث أخوه (صالح) هناك الذي رأى تدهور صحة أخيه، فأدخله المستشفى وأبقاه بها إلى أن تتحسن صحته، وفي هذه الأثناء عرض عليه السيد علوي بن عبدالرحمن بن الشيخ أبوبكر بن سالم أن يقوم بفتح مدرسة بدار السلام لتعليم اللغة العربية لما رأى وسمع عنه بأوغندا.
كما قام بفتح مدرسة لتعليم اللغة العربية والمبادئ الإسلامية من: عقيدة وفقه وسيرة ونحو وأسماها مدرسة الجنيد الإسلامية على غرار مدرسة الجنيد الإسلامية بسنغافورة التي أسسها السيد العلامة عبدالرحمن بن جنيد الجنيد سنة 1345هـ، كما تولى وظيفة عقود الأنكحة وما يتعلق بها بدار السلام، والموثق الشرعي (الكاتب) للوثائق الشرعية الصادرة إلى خارج تنزانيا باللغة العربية.
وأقام بمسجد الجامع دروساً منها درس يومي بين العشائين في الحديث والفقه والأصول، وتارة في السيرة والتأريخ، ودرساً بعد صلاة الفجر في النحو، فانتفع على يديه الكثير من الطلبة، وشارك في هيئات ونشاطات إسلامية متعددة، وقام بدور في الدعوة وإصلاح الوضع الديني فأسلم على يديه الكثير. وكان بها السيد العلامة عمر بن أحمد بن سميط فقد حاز شرف الاتصال به سواء في زنجبار أم في دار السلام أم في جزر القمر حتى أنه أفرده بمؤلف مستقل وجمع نبذة ما حفظه وقيده من كلامه.
كما شجع وحث الطلاب الأفريقيين للدراسة باليمن، ولا نجازف إن قلنا إن جميع الطلاب الأفارقة الدارسين في رباط تريم، أو في دار المصطفى للدراسات الإسلامية، أو في كلية الشريعة جامعة الأحقاف، يدرسوا في هذه الدور العلمية بتوجيه وإرشاد وحث من المترجم له.

رحلاته في الدعوة إلى الله ورسوله:
أنعم الله عليه أن حج بيته الحرام، وزيارة الرسول عليه الصلاة والسلام عدة مرات، كما زار عدداً من البلاد الإسلامية فقد زار القاهرة وأكثر المشاهد والمآثر بها، وزار الخرطوم ، والإمارات العربية المتحدة، ونيجريا، وغينا، وغانا، وساحل العاج، وسيراليون، وأثيوبيا (الحبشة)، وكينيا، وجزر القمر، فضلاً عن زيارته إلى بلاده تريم – حضرموت، وكان آخرها سنة1421هـ /2001م وفي الآونة الأخيرة كان يعزم على العودة إلى بلاده والإقامة بها.

مشاركته الدولية:-
حضر وشارك في عدة مؤتمرات إسلامية منها:-
- مؤتمر رسالة المسجد المنعقد بمقر رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة في شهر رمضان 1395هـ / 1975م.
- مؤتمر الفقه المنعقد بالرياض 1396هـ / 1976م.
- مؤتمر الحج الذي دعت إليه منظمة الوحدة الإسلامية الإفريقية بالسيراليون 1403هـ / 1983م.
- مؤتمر تطبيق الشريعة الإسلامية المنعقد بالخرطوم 1404هـ /1984م.
- الدورة التي أقامها الأزهر الشريف بالقاهرة 1408هـ / 1988م.

مؤلفاته:-
كان المترجم له عالماً، عاملاً، أديباً، شاعراً، وقد ضم كتابه العقود العسجدية الكثير من قصائد الرثا في المترجم لهم، فضلا عن قصائد أخرى، يمكن أن تكون في ديوان مستقل بذاته، فقد ترك عدداً من المؤلفات أشهرها:
1. العقود الجاهزة والوعود الناجزة في تراجم بعض الشخصيات البارزة.
2.الإسعاف برد ما وقع في صلاة المرأة في المسجد من الخلاف.
3.تهذيب النفس بما ورد من الآداب والوصايا في الإجازات الخمس.4.العقود العسجدية في نشر مناقب بعض أفراد الأسرة الجنيدية.
5.نبذة من حياة العلامة الحبيب عمر بن أحمد بن أبي بكر بن سميط .
6.ماذا عن زواج المسلم بغير المسلمة.
7.الإسلام واليمنيون الحضارم بشرق أفريقيا.
8.المدخل الميسر للمذهب الشافعي.
9.القول المعتمد في حكم نقل الميت من بلد إلى بلد.

وفاته:
في صباح يوم السبت 15 ربيع الثاني 1427هـ الموافق 13مايو 2006م، وشيع في موكب يحفه الوقار والمهابة ضحى يوم الأحد، ودفن بمقبرة دار السلام بتنزانيا، وله من الولد ثلاثة ذكور وستة إناث. رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين

ولكم خالص التحايا

جزاك الله خيرا

كتب الله أجرك اخي الكريم