〖 فلسفة قلم وأنين محبرة 〗

الاغـتــراب..

يـعـني حــالة انفـصـال واسـتـلاب ..

وهـو إحسـاس الإنسـان ..

بــأنـه ليس في بـيـتـه ومـوطنـه أو مـكــانـه ..!!

وفي الطب يعـني..

الاضـطراب الـعـقلي ..

الـذي يـجعـل الإنســان غـريبـا ..

عـن ذاته ومـجتـمعـه..!!

وفي الفلسفة يعني ..

غـربـة الإنـسـان عـن جــوهــره ..

وتـنـزلـه عـن الـمـقـام ..

الـذي يـنـبـغـي أن يـكون فيـه ..

أو عـدم التـوافق بـيـن الـمـاهـية والـوجـود ..!!

الشبابيك مغلقة..

فقدت الامل في كل شيئ..!

في دوامة مع نفسي

بين أفكاري وكتاباتي

بين الواقع والخيال

هناك نور يشع من بعيد

يأتي من جدار متصدع في سقف امنياتي

احاول أن أكسر حاجز الخوف

لأتغلب على نفسي اولآ..

ومخاوفي ثانيآ

احاول الخروج من أزقة الانطواء..!

الخروج من تلك الزاوية وانا مبتسم..!

الخروج لتحقيق جميع احلامي

فهناك حتمآ ودائمآ أمل..!!

بينما نحن نطيل النظر ..

إلى أبواب السعادة المغلقة تلك ..!!

يحدث أن تفتح أبواب أخرى ..

لكنا بكل ما أوتينا من غباءَ ..

لن ننتبه لصريرها ..

ولا للضوء المنبعث من خلالها !

إذ أنا نظل مشدوهين ..

بمرارةِ الإنغلاق الأول ..

ومعلقون أكثر بخيباتنا الأولى ..

التي دعوناها يوماً ..

سعادةً لا مثيل لها..!!

تهون العبرات عندما ترحل الامطار..

فلا ليل ولا نهار يداوي جراحا حائرة..!

تلك نسمات تحملها رياح عابرة

تستنشقها انفاس تداوي انفاس

تغيب في وجدانها عن واقعها المر

لتحلو الحياة باحلام فوق الغمام

ليت حلمي يتجسد بغيوم ماطرة

لتحملها رياح سائرة الى ارضها

هناك تصب الماء صبا وتسقي

بكل حنان وشوق ما حول خيمتها

وتصبح السيول في ديارها انهارا

حينها ستمطر سمائي دموع فرح..

ان سيق الغيث الى ديار عشقناها..

وتبتسم ليلى في سر نفسها طربا

ان عاد الغيث واقبل طيف الغائب عنها

وازدان الزرع وفاح عطر ازهار البراري

اغمضت عيناها على دموع اشواقها

وصرخت راكضة باكية الى فارسها..

عدت يا قلبي .. وغادرت الاحزان !!!

عذراء ايها المساء الجميل ..

احسستك بارد بالدفءِ المُرتجى ..

هادئ بضجيج الأفكار المتطايرة ..

من رؤوس العابرين ..!!

مسكون بشظايا الذكريات المنسية ..!!

همسات نسيم وقلب واجف..

ونظرات مبعثرة هنا وهناك !

فوق مركب يبحث عن مفقود..

وشاطئ يتباعد يلفه ضباب..

وعينان زائغتان تخترق الامواج..

في بحر مضطرب يفترس الاحباب..

ورفيق درب غارق بين المياه..

قفزت بلا وعي الى الاعماق..!

وانطلقت بكل أمل عبر مياه سحيقة

لحظات مرت ثقيلة مريرة..

لمحته هناك بين فكي الموت والحياة !

وبهمة لا تعرف الا الوفاء..

صاحت باسمه تحت المياه..

ونفرت دموعها المجنونة خوفا لفقده..

اطبقت بيديها عليه نحو الضياء !

انتشلته كلبؤة فقدت صوابها

وفوق مركبها منحته نسمات حياة..

فتح عيناه ليرى ساحرته الوفية..

ساد فرح صامت واعين تذرف..

روعة اللقاء

الصباح حكايةُ عشقٍ جميلة..

وإعلانٌ للبدايات..

ومن تفوته مراقبة الصباح..

فقد فاته الكثير من النشاط والشغف والرزق..!

فلا شيء أجمل من إشراقة الصباح..

التي تبعث الهدوء في النفس..

وتُبعد عنها اليأس !

وكأن الصباح ينفض..

عن القلب هموم البارحة..!

ويستبدلها بالكثير من التفاؤل.

وددت أن أسأل..؟!

مالها الدنيا جانحة..؟

تلُوك الأشرعة البيضاء..

تلقي بها في غياهب .. الوهم!

حيث تشيخ في هذا العالم زهرة الآمال ..

فيمتطي صهوة النهاية على مشنقة الألم..!

ويعرف أن في آخر السرب..

طوفان من وجع ..!

انتهك قدسية الروح ..!

واهتك شراع الحلم..!

فأي جرأة لخريف يرتدي ربيعي..؟!

واي حزن يلف أجنحة الفراشات..؟!

فيمضي بها على صدر الغمام ..

حيث تقيد فيها ومضة الحياة..

فتسترق الايام منها مياسم الزهور..

برحيق وجع يبلل شفاه الحنين..!

لذا سأرتدي عمري المسروق ..

كَي أعودَ من الغياب بلا غياب ..!!

فمهلاً ايها الغياب ..

فقد حان للحلم ان يعلن تمرده في الجفون ..

وطيفاً مخضر يانع يمارس لغة الجنون ..

لم يعد الغياب يوخز بحدة الشوق خاصرة اللقاء ..!!

لقد جهز الليل لنا رشوة للانهزام ..

والمسافات تمارس طقوسها على أكف الحياة ..!!

أقترب ايها اللقاء ..

فقد هبت في داخلي عواصف وانواء ..

من تلاطم الأمواج الحائرة في الاعماق ..

اذاً سأكتب عن مواعيد الدموع ..

لتلتحفُ أسمائنا المنقوشةِ على الجذوع ..

ففي أواخرَ النهارِ نكتشفُ أن العناقيدَ ..

قد تقوّست من طول إنتظار ..!!

ترفرفْ بأجنحةِ الخريف ..

تغرقْ حشرجاتها في شتاء الحزن ..!!

حتى لامست الماضي..

بينما الظلّ يتهجدُ بالظروفَ ..

ويرقص مع الصمت بموسيقى الأنين ..!!

في قصص الأَحلامِ الجائعةِ للقرب ..

مرسومة بيدِ القدر الخفية ..

قصص .. ما بين الحقيقةِ والوهمِ ..

ترسم بألوان باهته ..

بين منعطفات وتناقضاتِ الكونِ ..!!

كوهم متبلد يرفض قصص الغابرين...

وهم في شارع التيه البعيد ...

منبعث من حد ما بعد الجنون ..

نعم سيبقى وهم .......


حتى تثبت المرآه أنه حقيقة !

............................

شاطئ الوفاء
الثلاثاء
2023/8/1 م

رُفاتِ قبرِ الأَماني الضّالّة اِحتجَزتُ حُلماً ..

بلغَ مِنَ العُمر الآن ...

العقد العاشر مِن النِّسيان !

ومازالَت الذّاكرةُ مُكتظَّةٌ به...

لأن الليل لم يسرقني من احلام الوهم ...!

ولم تلهيني..

زحمة الشوارع..

وفوضى الحياة ..

من الصعود الى سلالم الذكرى المؤلمة ..!

في داخلي رغبة عارمة لنسيان الماضي..!

فلن أسمح للأنتظار..

أن يمضغني بين فكي اﻷرق ...!

لذا سأشرب الوقت في أقداح الليل..!

وأنمو كسليل ضوء ثائر من اجتياح الظلام..!

في كل ليلة أنفث من الروح تعاويذ الشوق ...

وتنفث الحياة من ارجوحتي طلاسم الغياب !

أود أن أمحو رضاب العطر المتكدس..

الملتصق بتلابيب أزقة الروح..!

أتمرد على نفسي العاصية..

التي طغى على اصدافها الانصياع..

واستحوذها جبروت الوهم ..!!

فمن سيعيد ترميم ..

أرواحنا المتهالكة جراء الغياب؟؟

حين يمسحون بأنامل اللقاء ..

أجساد الشوق المتعبة ..

ويلقون على الروح قميص العودة ..

فقط ستبصر عيوننا النور ...

سنمحو آية الغياب ..

ونرتل آيات اللقاء ...!!

وإن أسرفوا في الغياب ..

ستبقى الوجوه ممزقة ..

تتسول من المطر ..

أن يرقع ثقوباً أحدثها العطش ..

وهيهات أن تجود تلك الغيمة ..

بمطر الاماني !!!

.........................
شاطئ الوفاء
الجمعة
2023/8/18م

مع الزمن ..

يتحول الألم إلى حزن ..

ويتحول الحزن إلى صمت ..

ويتحول الصمت ..

إلى وحدة عظيمة وشاسعة ..

كالمحيطات المظلمة !!

فحيثما كان النور على أشده ..

يزداد الظل عمقًا في ارواحنا..!