23-07-2010, 02:26 AM | #1 | ||
جنـدي
تاريخ التسجيل: 17 - 7 - 2010
الدولة: اليمن العظيم
المشاركات: 83
معدل تقييم المستوى: 53 |
أمنية اماني
أمنية أماني
بقلم/(أحمد محسن الشريفي ) لم تمتص (أماني) القليل من أشعة الشمس الصباحية كما تفعل كل يوم، ولم تحتس سوى نصف كوب من القهوة التي اعتادت على شربها بعد استيقاظها من النوم، خطفت من سطح منضدة موضوعة بجانبها حقيبتها الصغيرة وعلقتها على ذراعها الأيسر واتجهت نحو موقف الباصات وصعدت واحداً منها مكتوب على واجهته (الجامعة) وبداخل الباص لوحظ أسنانها تضغط على شفتها السفلى وأطرافها تتحرك بعفوية تعكس القلق الذي ينتابها نتيجة تأخرها عن موعد المحاضرة الأولى، واللحظات التي تستغرقها إشارة المرور الحمراء لتتحول إلى اللون الأخضر بالنسبة لها عقود طويلة من الزمن، لكن ما إن وصلت الكلية تبين لها بأن الدكتور المحاضر لم يأت بعد، تنفست الصعداء وجلست على أحد المقاعد الأمامية تنتظر المحاضر، وما هي إلا دقائق من الانتظار حتى وصل المحاضر مردداً عبارات التأسف ومبرراً تأخره بزحمة السير واعداً الطلبة بعدم تكرار ذلك، ثم أخذ قلماً من سطح مكتبه، وكتب على السبورة عنوان المحاضرة "المهمشون في المجتمع" واستهل محاضرته بالقول: إن المجتمع للأسف الشديد ينظر إلى بعض أصحاب المهن من الجزارين والحلاقين والدواشنة نظرة قاصرة وغير صحيحة معتبرينهم خدماً في المجتمع لا غير، والاندماج معهم أو مصاهرتهم جرم كبير. · أحد الطلاب مقاطعاً: من وضع هذه التسمية؟ ابتسم الدكتور قبل أن يقول: لم العجلة؟ سنأتي لهذا. وعلى كل حال تعددت الآراء حول من وضع هذه التفرقة العنصرية ووضع هذه التسمية. وذهبت أغلب الروايات بأنه أسعد الكامل. · طالب آخر رفع يده إلى الأعلى يطلب الأذن بالحديث، وبعد أن أشار له الدكتور بالموافقة قال: هذا موروث سيء، فنحن أبناء وطن واحد، والدين لم يفرق بين شخص وآخر على أساس العرق أو الجنس أو اللون، وإنما من باب التقوى والعمل الصالح، والرسول (صلى الله عليه وسلم ) يقول: الناس سواسية كأسنان المشط. ثم.... الدكتور – مقاطعاً - : هذا صحيح، وللعلم كان عمرو بن العاص يحترف مهنة الجزارة وعمارة بن الوليد بن المغيرة كان يحترف الحجامة، والطبري كان إسكافياً، ومع هذا تزوج ابنة الهادي يحيى بن الحسين. القاسم المشترك بين جميع الطلبة هو الإصغاء المطلق لما يقوله الأستاذ في محاضرته التي استمرت ساعة ونصف عرج فيها إلى دور المثقفين والطلبة الجامعيين على وجه الخصوص في توعية المجتمع والعمل من أجل التحرر من الموروثات السلبية التي لا مكان لها في عالم اليوم، عالم المعرفة التي لا حدود لها. وبعد انتهاء المحاضرة تشتت الطلبة متحررين من مقاعدهم، مندفعين إلى خارج القاعة، وفي الممر الذي يفصل بين القاعات. انتظر أحد الطلاب "أماني" زميلته، حتى إذا أقبلت استوقفها بكلمة (عفواً) ثم قال: لقد شجعني ما جاء في المحاضرة لأتكلم معك بما أكتمه في نفسي، وهو.... (منعه الحياء من أن يكمل). · تكلم!.. لم أنت متردد "وهي تهز رأسها". · بعد أن نظر إلى الأرض – أنا أحبك وأرغب في الزواج منك. ظلت شاردة الذهن للحظات قبل أن تقول: وما وجه العلاقة بين ما قلته وبين ما جاء في محاضرة اليوم التي شجعتك على الحديث « كما قلت»؟. · الحقيقة أنا واحد من أبناء الطبقات المهمشة في المجتمع. وأضاف: وحتى لا أخفيك سراً فأنا أعمل بعد عودتي من الجامعة في صالون للحلاقة. فوجئت بما قاله وتكلمت بتلعثم. اعذرني من الإجابة حالياً ولكن غداً – إن شاء الله – سأخبرك بما وصلت إليه من قرار بعد دراسة طلبك والتفكير الجاد فيه. قَبلَ بذلك وانصرف من أمامها، وعند عودتها إلى المنزل اتجهت نحو غرفتها ومنحت جسدها الحرية ليسقط على السرير، وبدأت تحاور ذاتها، فيما سمعته من زميلها ومع كل التعقيدات وعنصر المفاجأة في الموضوع إلا أنها تحبه ولكن ضميرها وجه إليها عدة أسئلة : تتوقف إجابتها على مصير حياتها الزوجية وليس الحب وحده كافيا، : كيف ستخبرين أباك؟ ماذا لو لم يوافق؟ هل للأم دور تستطيع أن تلعبه و تؤثر على الوالد إذا رفض ؟ وهل الأم بالأساس ستؤمن بما تؤمنين به ؟ كذلك الأسرة العريقة والقبيلة المتخلفة التي تنتمي لها كيف سيكون ردها ؟ لماذا لا تكسرين القاعدة التي لا تؤمنين بها ويكون لك السبق والفخر في تغيير موروث سيء؟ ازدحمت الأسئلة المعقدة في رأسها قبل أن تخوض النقاش مع أبيها، ولجأت إلى حيلة تعرف رأي والدها من خلالها وهي التحدث معه وكأن الأمر لا يعنيها، فتبين لها بأنه يرفض بشدة ويعتبر ذلك خروجاً عن عادات وتقاليد المجتمع، تدحرجت دمعتان على خديها حينما سمعت رد والدها وبنبرة مملوءة بالبكاء بصقت . في وجهه عدة تساؤلات : لماذا تدفنون الحب وتحرقونه قرباناً لأفكاركم المتعفنة ؟ لماذا تدفعون بالفتاة للتفكير في ارتكاب العار للهروب من نظرتكم الطائفية ؟ ما الذي يميز أبناء من تسمونهم بالقبائل والسادة عن غيرهم من الناس ؟ فوجئ والدها وصرخ فيها اغربي عن وجهي قبل أن تمتد يدي نحوك، لماذا تدافعين عن زميلتك، صمت برهة ثم واصل حديثه: أشعر بأنك وقعتي في شراك حب شخص وضيع في المجتمع، لو حدث هذا أقسم لقتلتك وتجنبت العار! انصرفت من أمامه حاملة دموعها المتساقطة واتجهت نحو غرفتها لم ترحم نفسها من الأسئلة: لماذا علي أن أدفن حبي؟ هل الحل ما قاله (الدكتور) في محاضرته، التوعية وترويض المجتمع وخلق قاعدة لا ترفض الخروج عن المألوف ؟ ربما هو الحل الأمثل ولكن هل سينتظر (زميلي) حتى يعي المجتمع بعد زمن طويل ؟ كيف سأخبره غداً ؟. لما لا أذهب إلى المحكمة لتعقد قراني به! سيقتلني والدي، أنا أعرفه أنه رجل رغم موقعه المرموق كوزير لكن تفكيره جاهلي طائفي... آه.. ما العمل يا إلهي ساعدني وساعد هذا المجتمع. من جهته الطالب قبل أن ينام يسأل نفسه: كم بقي حتى الغد ؟ هكذا يتفاءل ثم يبدد تفاؤله بأسئلة أخرى ! هل سترفض أم ستوافق ؟ ويعيد صياغة السؤال لعله يرضي ذاته المتلهفة: إذا وافقت هل سيوافق والدها؟ يقولون: إنه معتز بنفسه وبانتمائه إلى آل البيت، ربما لن يرفض بشكل مباشر بل سيطلب مبلغاً خيالياً وشروطاً تعجيزية ليقنعني بالعزوف عنها. هل سأقبل بالواقع إذا هي لم توافق ؟. ويجيب بالطبع نعم، في اللحظة ذاتها يعقد المسألة بسؤال آخر: ماذا لو وافقت هي ورفض والدها وقبيلتها كيف سأتصرف ؟ لم يكن يعرف تحديداً ما سيحمله الغد، بل يعرف شيئاً واحداً هو أنه يحبها! أحس بصداع يجتاح مقدمة رأسه نتيجة أسئلته ومحاكاته لذاته، ولكي يزيل ذلك الصداع اتجه إلى السرير ومد يده إلى المفتاح المتحكم بضوء قنديل الغرفة وأطفأه وغطى رأسه ونام...
|
||
25-07-2010, 02:08 AM | #2 |
عضو متميز
مشـرف سـابق تاريخ التسجيل: 21 - 12 - 2009
الدولة: غريب والله حاميني
المشاركات: 3,067
معدل تقييم المستوى: 72 |
رد: أمنية اماني
مني اجمل ود واحترام وتقبلووو مروري المتواضع
__________________
|
25-07-2010, 02:11 AM | #3 |
عضوة متميزة ومبدعة تاريخ التسجيل: 9 - 11 - 2009
الدولة: السعودية
المشاركات: 13,043
معدل تقييم المستوى: 536 |
رد: أمنية اماني
يسلمووو ع القصه الراائعه الله يعاافيك |
25-07-2010, 02:13 AM | #4 |
شـــاعر
تاريخ التسجيل: 7 - 6 - 2009
الدولة: السعوديه ..القصيم
المشاركات: 6,467
معدل تقييم المستوى: 91 |
رد: أمنية اماني
ع هــذا الــطرح الرووعه ربــي يعطيك الف الف عـآفيه ونتظر كــل جــديـدك، وتحيااتي الـآضــرعي
__________________
اليمن اغلى |
25-07-2010, 03:18 AM | #5 |
جنـدي
تاريخ التسجيل: 17 - 7 - 2010
الدولة: اليمن العظيم
المشاركات: 83
معدل تقييم المستوى: 53 |
رد: أمنية اماني
كل من مر من هنا
ووطا قلمه الندي وعطره الفواح الف الف شكر ربي ما يحرم متصفجي من جميل الزياره وروعة الاطلاله |
11-06-2011, 11:25 AM | #6 |
تاريخ التسجيل: 10 - 4 - 2011
الدولة: العاصمة.. عدن
المشاركات: 29,613
معدل تقييم المستوى: 6731 |
رد: أمنية اماني
يسلموا عالطرح
ربي يعطيك العافية ويبارك فيك دمت بخير ودي قبل ردي
__________________
كل الشكر لحبيبة قلبي أختي أمل بكرة وأسأل الله لها الجنة وكل خير بهذه الدنيا |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
للوحة , اماني |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|