السياحة في اليمن الخضراء

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سفيرة

بسم الله الرحمن الرحيم من المفارقات الجميلة لكلمة "عدن" أنّ غالبية معانيها في اللغة العربية تعود إلى السكن والاستقرار في مكان ما، رغم أنّ هذه المدينة مبنية فوق فوهة بركان خامد! وليس هذا فقط: فقد تشكّل ميناء عدن بفعل انحسار البحر وعمليات التعرية على فوهة البركان، حيث نشأ برزخ "خورمكسر"، ثم لتتحول عدن إلى شبه جزيرة. يعود تاريخ هذا الميناء إلى القرن السابع قبل الميلاد، حيث كان أول مستخدميه مملكة أوسان، ثم لتتطور المدينة وتكبر مع العصور ليصل عدد سكانها اليوم إلى أكثر من 800,000 نسمة. إلى جانب مديريات عدن (كريتر) والمعلا والتواهي (Steamer Point) هناك مديرية خورمكسر وتشمل البعثات الدبلوماسية والمكاتب وجامعة عدن ومطار عدن الدوليّ. أما في الشرق من عدن فتقع منطقة كبيرة اسمها "عدن الصغرى" وفيها ميناء طبيعي آخر في شبه جزيرة بركانية، والبعض يراها صورة طبق الأصل للميناء الرئيسي في الغرب. هذه المدينة شكلت دائما مرتعًا للقصص والأساطير لدرجة أنّ هناك من يقول إنّ قابيل قتل أخاه ودفنه في مكان ما في عدن. ولكن موقع عدن الاستراتيجي عند مدخل البحر الأحمر جعلها دائمًا ميناءً مركزيًا عبر العصور، بما فيها الفترات الإسلامية المختلفة، ثم الاستعمار البريطاني الذي اهتمّ بها كثيرًا، وخصوصًا بعد تأميم قناة السويس حيث ظلت عدن ميناءه الوحيد الكبير على شاطئ البحر الميت. وفي عام 1967 أصبحت عدن عاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، لكنها تخلت عن هذه المكانة بعد توحيد اليمنين عام 1990 لصالح صنعاء. تمتلئ مدينة عدن بالمواقع الطبيعية والتاريخية، أهمها: قلعة صيرة ومنارة عدن وبيت الشاعر الفرنسي رامبو ومعبد زرادشتي والكنائس التاريخية البريطانية وشواطئ عدن وعدن الصغرى ومسجد العيدروس. كما أنّ مقاهي عدن القديمة الشعبية وأحياءها التراثية القديمة هي فرجة ومتعة لكل سائح. إلى جانب مينائها ومطارها، ترتبط مدينة عدن بشبكة شوارع عصرية تربطها بباقي المحافظات.


مدينة تعز هي مركز محافظة تعز، المحافظة اليمنية الأكبر من ناحية عدد السكان. وتقوم مدينة تعز عند جبل صبر المتميز على ارتفاع 1,300 متر، والمعروف أيضًا بموقعه كمكان علاجي طبيعي وهو "حمام جبل صبر". وتعز هي العاصمة الثقافية لليمن، وهي "المدينة الحالمة" كما يسميها محبوها. وتُعرف مدينة تعز ومحافظتها بازدهارها الحضاريّ عبر العصور، مثل مستوطنات العصر الحجري في حمام علي, و"المخربشات" في كهف الإعبار. وخلال الدولة الإسلامية كانت تعز عاصمة لأقوى تلك الدول وهي "الدولة الرسولية". أما المساجد والمدارس وبقايا الأسوار والتحصينات والأبراج من ذلك العصر فما تزال من أهم الآثار في اليمن على الإطلاق. تتميز مدينة تعز بمناخها المعتدل على طول السنة، 32 درجة كحد أقصى في الصيف و10 درجات كحد أدنى في الشتاء). وهي تقع في منطقة تكثر فيها الأسواق الشعبية اليمنية والحرف التراثية القديمة. ويشكل "وادي الضباب" والبركاني ووادي الأخمور والقرى المتناثرة من حول تعز أمكنة جذابة للسياحة والتجول. كما تشكل قرى شرعب ومقبنه وجبل حبشي مواقع بارزة عند الطريق من تعز حتى منطقه البرح. ووردت مدينة تعز القديمة في كتابات الرحالة الشهير ابن بطوطة، حيث وصفها بأنها "أكبر مدن البلاد وأجملها"، حيث كانت حتى وقت قريب محاطة بسور حجريّ فيه خمسه أبواب، لم يبق منها في أيامنا سوى الباب الكبير وباب موسى. ولكن تظل قلعة القاهرة من أهم معالم مدينه تعز حيث بُنيت على السفح الشمالي لجبل صبر، فوق مرتفع صخري يطل على مدينه تعز القديمة. ومن أبرز المعالم في مدينة تعز أيضًا: سور المدينة والباب الكبير والمدرسة الأشرفية وقصر صالة والمتحف الوطني (دار العرضي) وسوق الشيني وجامع الجند وضريح يفرس وشجره الغريب وميناء المخاء وشواطئ المدينة. وما دمتم في مدينة تعز ومحافظتها، فيمكنكم الخروج من المدينة وزيارة أحد الحمامات الكبريتية الساخنة المنتشرة في المحافظة، وأهمها: حمام رسيان وحمام الطوير وحمام جبل صبر وحمام علي.






يعود أول توثيق معروف لمدينة شبام إلى القرن الثالث قبل الميلاد، في صحراء "رملة السبعتين" في منطقة حضرموت، التي تشغل اليوم مركز محافظتها. تتميز مدينة شبام الأثرية ببيوتها العالية المصنوعة من الطين بالطريقة اليمنية، ومن الناحية التاريخية تُعدّ هذه المدينة أول الأمكنة التي يُبنى فيها إلى الأعلى (أبنية متعددة الطوابق) وفق تخطيط مدينيّ مدروس، في العالم. ويتميز منظر المدينة الخاص بكونها وحيدة وسط الصحراء، مرتفعة إلى أعلى بأبنيتها، لدرجة تسميتها "أقدم مدينة ناطحات سحاب في العالم"، أو باختصار: "منهاتن الصحراء". وقد أدّى عمرانها المتميز والجميل جدًا إلى اختيارها ضمن قائمة المواقع التراثية العالمية وفق منظمة اليونسكو. ومما يثير العجب والتقدير أنّ أكثر من 500 مبنى بارتفاع 5-8 طوابق ما تزال قائمة حتى اليوم، رغم أنها مصنوعة من الطين. ويصل أعلى مبنى في شبام إلى ارتفاع 29,15 مترًا بارتفاع 8 طوابق. وتُستخدم في صنع لبنات البناء الطينية عناصر أولية مثل التراب والتبن، وبعد خلطهما بالماء تُترك اللبنات لتجفّ وينتج ما يُسمى هنا "المُدر". وبهذه المُدر تُبنى البيوت. البلدة القديمة بُنيت على شكل مربع وهي محاطة بسور ولا تزيد مساحتها عن نصف كيلومتر مربع. وأسوة بمناطق حضرموت كلها، تتعرض شبام إلى فيضانات متكررة، كان أكبرها عام 1533 الذي هدم معظم بيوت شبام، ولذلك فإنّ غالبية المدينة القائمة اليوم تعود إلى منتصف القرن السادس عشر. ومع ذلك، بقيت قائمة عدة مبانٍ تاريخية في شبام تعود إلى العهد الإسلامي القديم، مثل مسجد يوم الجمعة الذي شُيّد عام 904، أو القصر الحكومي الذي بُني عام 1220. شبام مدينة عريقة من الناحية الإسلامية وهي متميزة بجوّها الديني والفقهي، وكثرت أسماء الفصلاء والعلماء والصالحين فيها. تقع شبام على الطريق الرئيسية مع صنعاء العاصمة وبقية المدن في غرب اليمن، باتجاه مناطق الشرق البعيدة. المطار الأقرب إليها يقع في مدينة سيئون.






تشتهر سيئون بقصر الكثيري الذي شُيّد قبل أكثر من 100 سنة، لكنّ عاصمة مديرية سيئون لا تكتفي بهذا الصرح المتفرّد في منتصف وادي حضرموت، حيث أنّ جذور سيئون تعود إلى مطلع القرن الرابع الميلادي، حيث هدمها السبئيون وقتها مع حواضر أخرى في حضرموت. تمتعت سيئون بمكانة خاصة أثناء الانتداب البريطاني على اليمن، في كنف السلطنة الكثيرية. تأسست سيئون الصحراوية الجميلة كمقهى للمسافرين. وتقول القصة إنّ هناك امرأة اسمها سيئون كانت تعمل في هذا المقهى،ثم أُطلق اسمها على المكان برمّته، تكريمًا لها. ومع الوقت، تحوّلت سيئون إلى أكبر مناطق حضرموت الداخل. تصل مساحة مديرية سيئون إلى قرابة 804 كيلومترات مربعة، في حين تبعد مديرية سيئون عن عاصمة المحافظة المكلا 320 كيلومترًا. تتألف سيئون من سطح سهلي منبسط كجزء من وادي حضرموت، محاط بسلاسل جبلية من الشمال والجنوب، وهناك أودية تخترق هذه السلسلة أهمها وادي شحوح وجثمة. يصل عدد سكان مديرية سيئون إلى قرابة 120,000 نسمة، فيما تبرز التجمعات السكنية في مدينة سيئون وضواحيها في مناطق تاربة وتريس والغرفة ووبور ومدودة. ومناخ سيئون مداريّ ترتفع الحرارة فيه صيفًا (حتى 42 درجة) وهو معتدل في الشتاء (حتى 28 درجة)، كما تندر الأمطار فيها. كانت سيئون في القرن السابع الهجري قرية صغيرة، وفي القرن العاشر الهجري تطورت بعد اعتمادها عاصمة للسلطنة الكثيرية. ومع الوقت وتوسع العمران بنى حكامها المتعاقبون المساجد الكبيرة، ومنها تبرز المساجد: مسجد الجامع (أقدم مساجد سيئون) ومسجد طه ومسجد القرن ومسجد باسالم. وإلى جانب قصرها الكثيري الكبير، يبرز معلمان أثريان آخران هما: قارة العر الكثيري، وبها حصن قديم، وحصن الفلس الكثيري. كما تتمتع سيئون بوسائل ترفيه كثيرة، حيث تجد فيها سوقًا كبيرًا يزوره الناس من الخارج. في سيئون مطار دولي اسمه مطار سيئون.


سقطرى (أو سقطراء/سقطرة/سوقطرة) هي أرخبيل يمنيّ تكوّنه أربع جزر في المحيط الهندي، مقابل القرن الأفريقي. وفي حالة هذه الجزيرة فإنّ العزلة يمكن أن تعود بالفائدة على بعض الأمكنة: فبُعد هذه الجزيرة عن الجزيرة العربية من جهة وعن أفريقيا من جهة أخرى سمح بوجود حياة غير مألوفة على سقطرى، من الناحية الحياتية والاجتماعية. وقد حظي أرخبيل سقطرى بوصف "من أغرب المناطق في العالم"، إلى جانب تصنيفها عام 2008 كأحد مواقع التراث العالمي. وإلى جانب جزيرة سقطرى الرئيسية والكبيرة (95% من مساحة الأرخبيل)، فهناك ثلاث جزر صغيرة أخرى: عبد الكوري وسمحة ودرسة. يقترب عدد سكان هذه الجزر الأربع من 150,000 نسمة، وأصولهم تأتي من القبائل العربية القديمة في حضرموت وعُمان. كما أنّ وجود عدد كبير من أبناء هذه الجزر في دولتي الإمارات العربية وقطر يجعلهم معتمدين في معيشتهم على أفراد العائلة العاملين هناك، إلى جانب رعي المواشي وصيد الأسماك. تضاريس سقطرى مثيرة وخلابة، تراوح بين الجبال والسهول والهضاب والأودية والخلجان، حيث تحتل الهضبة الوسطى الكبيرة غالبية سقطرى. كما تمتد سهول نوجد وقعرة من رأس مومي شرق الجزيرة إلى رأس شوعب في الغرب. أما الجبال فتتوزع على جهات مختلفة وأهمها "جبال حجهر"، وتصل أعلى قمة هناك إلى أكثر من 1500 متر. أما عن الوديان فحدّث ولا حرج: عدد كبير منها بمسارات واتجاهات كثيرة، أبرزها: وادي دانجهن ووادي حشرة، ووادي دوعهر ووادي عامدهن ووادي ستريو ووادي تريفرز. كما تجدون في سقطرى عدد كبير من "الرؤوس"، في شرقها وغربها، أهمها: رأس مومي ورأس دي حمري ورأس حموهر. ومن غرائب هذه الجزر الأربع أنها تتميز بثلاثة مناخات مختلفة: المناخ البحري الحار (26-28) والمتوسط الحراري السنوي (27-29)، والجو المعتدل البرودة في المناطق الشرقية وبعض المناطق الغربية. أما من الناحية السياحية، فإنّ جزيرة سقطرى بتنوّعاتها الطبيعية تشكل ما يشبه المتحف للتاريخ الطبيعيّ، وهي محمية كبيرة ترعاها الدولة اليمنية عبر مشروع "حماية التنوع البيولوجي". وتحتوي هذه الجزر على عناصر جذب سياحية كثيرة، أبرزها: كهف هوك بمنطقة حالة، شرق جزيرة سقطرى؛ الغطاء النباتي: قرابة 750 صنفًا نباتيًا؛ طيور سقطرى المتعددة (105 أنواع) القريبة من السياح وفي كلّ مكان؛ الكهوف والمغارات التي تنتشر في سقطرى والجزر الثلاث الأخرى؛ الشواطئ التي تمتد على مسافة 450 كيلومترًا وهي غنية بالكثبان الرملية البيضاء النقية، وخلو الشواطئ من أي تلوث؛ والشلالات الغزيرة المنتشرة وأهمها شلالات "دنجهن" و"مومي" و"قعرة" و"عيهفت". في سقطرى ثلاثة فنادق فقط، وانتبهوا إلى أهمية الحجز المسبق وترتيب المبيت.


عاصمة الجمهورية اليمنية، تقع على ارتفاع 2200م فوق مستوى سطح البحر، وتُعد من أقدم المدن في الوطن العربي وواحدة من أقدم المدن المأهولة، كمان تمتاز صنعاء بالمحافظة النمط الهندسي لمساكنها الفريدة المبنية من الآجر والطوب والطين أو أحجار البازلت، والتي يصل ارتفاع المباني الفخمة فيها من خمسة الى ستة طوابق تُزين واجهاتها الزخارف والنوافذ ذات العقود "القمرية" المزينة بنقوش جصية مطعمة بالزجاج المُلون.وتُعتبر المساجد من أهم معالم المدينة بمآذنها الشاهقة وقبابها البيضاء الناصعة ،وحيث يوجد في مدينة صنعاء العديد من المساجد التي يصل عددها الى حوالي 50 مسجداً ومنها : جامع البكيرية، جامع الطاووس، جامع الزمر، جامع الأبهر، جامع صلاح الدين، جامع قبة المهدي وغيرها من المساجد والمتاحف المهمة ومنها:

الجامع الكبير بصنعاء: وهو من أقدم المساجد الإسلامية وهو أول مسجد بني في اليمن ويعتبر من المساجد العتيقة التي بنيت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المتحف الوطني: تأسس عام 1971، ويقع بالقرب من باب السباح بجوار جامع قبة المتوكل في ميدان التحرير مركز مدينة صنعاء. كان المتحف آنذاك يحوي قسمين رئيسين أحدهما للآثار القديمة والآخر للتراث الشعبي ثم تلا ذلك إعداد قسم للآثار الإسلامية.
المتحف الحربي: أحد متاحف اليمن التاريخية التي تأسست في الثمانينات ويهتم بعرض العديد من القطع العسكرية والأسلحة والمعدات التاريخية التي استخدمتهاالقوات المسلحة اليمنية على مراحل تاريخية مختلفة. بالإضافة، تم تزويده ببعض من المقتنيات الأثرية والمخطوطات التاريخية والوثائق العسكرية وغيرها من الآثار اليمنية والهدايا الأجنبية المتعلقة عادة. ويقع المتحف في بالقرب من ميدان التحرير، ويحتل مكانة هامة ومرجعا تاريخيا للكثير من الزوار والدارسين داخل وخارج اليمن
إن قيمة المدينة التاريخية ترجع الى احتوائها على أكثر من 14000 مبنى، بُنيت أغلبها منذ أكثر من 1000 عام تقريبًا، مُوزعة على أزقتها المُتشعبة وأحيائها المُختلفة، وتضُم أكثر من خمسين مسجد تزهو بمناراتها العالية، وبساتينها الخلابة، والحمامات الشعبية العامة، والأسواق المُزدحمة بأنواع ا�عطور والبخور، أو الخنجر اليمني "الجنبية" بغمده المعطوف وغير ذلك. إن سوق صنعاء الفريد هو الوجهة الأولى وبداية رحلة مثيرة في هذه المدينة الأسطورية. إنها متحف مفتوح في الهواء الطلق.

تسلمي اختي على هذه الصور
من يمننا الحبيب
شكراً لك