05-07-2019, 05:38 PM | #1 | ||
تاريخ التسجيل: 1 - 6 - 2017
المشاركات: 8,353
معدل تقييم المستوى: 75 |
نحن أسرة صغيرة مترابطة نحب بعضنا بعضاً
الحياة الطويلة العريضة التى نحياها مليئة بقصص الكادحين الذين خاضوا غمار تلك الحياة بنفوس راضية مطمئنة ،نفوس يملؤها الإيمان واليقين فى رحمة الله .
لكن (أحياناً) يكون من الصعب على النفس الكادحة أن تجد أنها عاجزة عن فعل أى شىء نافع لها أو للآخرين!! من تلك النفوس أقص عليكم اليوم قصة مآثرتلك الفتاة المسكينة ذات النفس البريئة التى لاتحمل حقداً أو ضغينة لأحد على وجه الأرض. جاءتنى مآثر ذات يوم مكسورة الخاطر والفؤاد قائلة: نحن أسرة صغيرة مترابطة نحب بعضنا بعضاً ، أسرتى مكوّنة من ثلاثة أفراد أبى الذى يبلغ من العمر 70عاماً وأخى عبدالستارالذى حصل على دبلوم فنى متوسط بعد كفاح مرير وأنا ، أما أمى فقد توفيت ونحن ما زلنا صغار ،وكنا نعيش كأى أسرة بسيطة نتحمل الظروف الصعبة القاسية وعائلنا هو أبى الذى خرج إلى المعاش وتقاعد لمرضه الشديد بحساسية فى الصدر ، نفسي المرض الذى ماتت بسببه أمى بعد معاناة رهيبة. وجدت نفسى وأنا طالبة بالصف الأول الثانوى سيدة البيت المسئولة عنه وأن علىّ أن أدبّر حياتنا بمعاش أبى البسيط الذى لا يتجاوز ستون جنيهاً ينفق جزء كبير منهاعلى الأدوية الضرورية ، فأصبحت أذهب للمدرسة كل يوم ثم أذهب إلى السوق لأشترى الطعام وأعود لأنظف البيت وأطهو الغذاء وأغسل الملابس وأجلب المياه على رأسى لأن بيتنا ليست فيه ! أما أخى عبدالستار فعمل فى مكتب للتجارة يديره أحد أقاربنا خلال أجازة الصيف وعندما تبدأ الدراسة يترك العمل ويتفرغ للدراسة ،لكننا لم نستطع تحمل الحياة بالمعاش الصغير فاضطر أخى للخروج مرة أخرى للعمل كمرمطون فى محل للحلوى بمرتب صغير للغاية!! وواصلنا الحياة بصعوبة ولكن نفو سنا مليئة بالمرح والأمل والعطف والحب لبعضنا البعض،فكنت فى أيام الشتاء الباردة لا أجد ما نقتات به وأرى أخى المسكين عبدالستار عائداً من معهده على قدميه مسافة خمسة كيلوا مترات منهكاً فأقوم على الفور وأصنع عجينة من الدقيق والزيت والماء وأصنع منها فطائر (عجينة) نأكلها بالسكر ونحمدالله على ذلك ،أما فى أيام رمضان فكان بعض الجيران يدعوننا للإفطار بدعوى(العزومة) وهى فىالحقيقة(صدقة) وجزاهم الله خيراً على كل حال ،كما اضطررت فى مرات أخرى لقبول المساعدات المادية من بعض الأهل فى رمضان فى صورة(هدية) وهى فى الحقيقة زكاة المال التى يخرجونها علينا!! رغم كل شىء كانت الأيام تمر وربك لا ينسى عباده مهما كان الظلام فعندما كنت مريضة بإلتهاب اللوزتين المزمن وأنا فى المدرسة وعرفت زميلتى بذلك فما كان منها إلا أن أحضرت لى كوب شاى وساندوتشاً على حسابها، أما أخى الحبيب عبدالستار فقد طلب منهم المدرس لابد أن يدفع عشرون جنيهاً لحجزه فوقف صامتاً حائراً ،فماكان من زملائه إلا أن جمعوا له هذا المبلغ الكبير ودفعوه بأسمه! وكثيراً ما كانت الأخصائية الإجتماعية فى مدرستى توّزع فى بعض الأيام سندوتشات على الطالبات الفقيرات فكنت أظل طوال الفسحة اتمشى أمام مكتبها ذهاباً وإياباً حتى ترانى وتشفق على فتعطينى ساندوتش بيض أو جبنة اتناول نصفه واحتفظ بنصفه الآخر لأخى عبدالستار حين أعود للبيت أما المفاجأة الكبرى فقد حدثت حين نهضت أنا وأخى ذات يوم للذهاب للمدرسة وكان الجو بارداً جداً وكنت فى غاية الجوع وليس فى البيت أى طعام فقررت أن أشرب أنا وأخى كوباً من الشاى فقط ونخرج ولم أجد عود كبريت لأشعل الموقد فرحت أبحث عن عود كبريت فى شنطة المدرسة وفى جيوبى لفترة طويلة ، فإذا بالمفاجأة الكبرى اننى وجدت ورقة مالية من فئة الجنيه ،لا أعرف من أين جاء ولا كيف اختفى طوال هذه المدة فصحنا من الفرح وأسرعت فاشتريت عدة أرغفة من الخبز وأكلنا بعضها وكان ساخناً لذيذاً بالسكر وتركنا لأبى رغيفين وخرجنا إلى المدرسة ونحن نمرح ونضحك! وهكذا مضت أيامنا حتى تخرج أخى من معهده بصعوبة بالغة بسبب ظروفنا واضطراره للعمل ، أما أنا فقد وصلت إلى الثانوية العامه لكنى رسبت فيها عامين متتاليين بسبب إضطرارى أيضاً للعمل بعد غلاء المعيشة الرهيب وإرتفاع ثمن الأدوية لأسعار فلكية! وقد اضطررت لإعادة الثانوية العامه للمرة الثالثة وقد دفعت(مهر عروسة) للمدرسة لكى تعيد قيدى وكان مبلغاً كبيراً اقترضناه من الأهل وظللت أسدده فترة طويلة على أقساط شهرية حتى لايضيع مستقبلى ، وعاد أخى عبدالستار للعمل مرة أخرى لمساعدتنا على الحياة الصعبة! ذات يوم رجع عبدالستار من عمله وحدّثنى عن فتاة تعمل معه وأنه يحبها ويرغب فى الإرتباط بها ! يا إلهى أخى عبدالستار يحب!! نعم يحب ! وفرحت له من قلبى وأنا فى داخل نفسى أعلم أنه ليس من قدرنا نحن الكادحين فى بحرالحياة الهائج أن نحب ونتزوج!! كيف ومن أين ولماذا؟!! وحدث بالفعل ما توقعته من أول جلسة رأيت فيها فتاته وأدركت من أول نظرة أنها ليست من ذلك النوع الصابرالذى يمكن أن تنتظر كفاح فتاها إلى أن يكّون نفسه، وعندما صارحتها أن أخى لا يملك أى شىء غير راتبه الصغير وأن أمامه الطريق طويل حتى يكون جاهزاً للزواج، طلبت منى مهلة للتفكير وكان ردها سريعاً أنها لا تستطيع الإنتظار وتريد عريساً جاهزاً ،وقتها أشفقت على أخى عبدالستار مما ســــــوف يشعر به من عجز وألم حين أبلغه بذلك! وحدث ما توقعته وأصبح عبدالستار حزيناً شارداً لا يتكلم إلانادراً وحاولت إقناعه بأن هذه الفتاة لاتستحق الحزن عليها فأجابنى متألماً بأنها على حق فيما قالت لأن الحب والزواج ترف لاتسمح به ظروفنا!! وتضاعفت آلامى حين ظهرت نتيجة الثانوية العامه ورسبت للمرة الأخيرة وضاع مستقبلى وأملى فى النجاح نهائياً ، وصدّقنى أخى حين عرفت ذلك لم أبك لأن الدموع جفت طوال السنوات السابقة وإنما قلت الحمد لله على كل حال ، وأنا الآن فقط أعيش فى حيرة كبيرة وأريد مساعدة أخى عبد الستار فالوظيفة راتبها ضعيف وأرجو أن يسخّر الله له أحد رجال الأعمال العرب لمساعدته بقرض صغير ليبدأ مشروعاً صغيراً يستطيع أن يبدأ به حياته العملية ويقف على قدميه.
__________________
عولقي حط رحله عولقي من عوالق ------------ جيت يابحر جيتك بالف صرخه وونه باك تغسل همومي هم في القلب عالق ------------ والجروح العميقه فـــي فؤادي عجنه شاعر ولي مشاعر |
||
05-07-2019, 06:00 PM | #2 |
مـشرفة سابقة
تاريخ التسجيل: 20 - 3 - 2019
المشاركات: 4,431
معدل تقييم المستوى: 50 |
رد: نحن أسرة صغيرة مترابطة نحب بعضنا بعضاً
موضووع اكثر من رائع كل الشكر لك على روعه الانتقاء دمت بهذا الابداع مودتي |
06-07-2019, 01:33 AM | #3 |
تاريخ التسجيل: 1 - 6 - 2017
المشاركات: 8,353
معدل تقييم المستوى: 75 |
رد: نحن أسرة صغيرة مترابطة نحب بعضنا بعضاً
__________________
عولقي حط رحله عولقي من عوالق ------------ جيت يابحر جيتك بالف صرخه وونه باك تغسل همومي هم في القلب عالق ------------ والجروح العميقه فـــي فؤادي عجنه شاعر ولي مشاعر |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مترابطة , أسرة , بعضاً , بعضنا , صغيرة , نحب , نحن |
|
|